لزعر: الخطاب الملكي قدم حلولا واقعية لتجاوز أسئلة القلق الاجتماعي

لزعر: الخطاب الملكي قدم حلولا واقعية لتجاوز أسئلة القلق الاجتماعي عبد المنعم لزعر، باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري

قال عبد المنعم لزعر، باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري إن محطة الافتتاح البرلماني التي تؤطرها الفقرة الأولى من الفصل 65 من الدستور، هي عمل دستوري ذو طبيعة سياسية وسيادية خاصة سواء على مستوى الطقوس التي تصاحب حدث الافتتاح البرلماني، أو على مستوى الشحنة الطاقية التي يولدها ترأس الملك لهذا الحدث أو على مستوى البعد التوجيهي والتأسيسي لمضمون الخطاب الذي يلقيه الملك بهذه المناسبة أمام نواب الأمة.

وأضاف لزعر أن حدث الافتتاح يصادف لحظة دقيقة يميزها ضمور التحدي السياسي وبروز التحدي الاجتماعي من جهة وهيمنة السرد الذي يستثمر في أسئلة القلق الاجتماعي على السرد الذي يستثمر في أسئلة القلق السياسي، كما تصادف لحظة الافتتاح انشغالات وتقييمات وخلاصات وتوصيات وحتى إخفاقات وهواجس حول مسار عدد من المشاريع المعيارية والتنموية والاصلاحية والقطاعية بالمغرب من قبيل ورش إصلاح قطاع التكوين المهني، القوانين التنظيمية التي لم تصدر بعد، النموذج التنموي، ملف التشغيل.

وفيما يتعلق بملاحظاته حول طبيعة اللحظة الاجتماعية الراهنة قال عبد المنعم لزعر لجريدة "أنفاس بريس": "يمكن تقديم الملاحظات التالية بخصوص ما جاء في الخطاب الملكي.

-  الخطاب الملكي تم تقديمه وفق هندسة دلالية ونفس سردي وبناء لغوى يسهل عملية التواصل بين الملك والمغاربة حول سبل تجاوز القلق الاجتماعي الذي يهيمن على اللحظة الراهنة، لذلك، جاء التركيز على الملف الاجتماعي بشكل مكثف، بهدف فتح نوافذ أمل أمام الشباب العاطل والفئات الاجتماعية الهشة للاندماج والاستفادة من عوائد التنمية بالمغرب؛

-  الخطاب تسلح بدلالات اللون الأبيض، لتوجيه رسائل للنواب والبرلمانيين والوزراء وللمغاربة عموما تحثهم على التضامن والتماسك والتلاحم...، والتخلي عن الاختلافات والحسابات الخاصة بمعنى التخلي عن الألوان المختلفة، بحيث تكون العودة إلى البياض بمعنى العودة إلى اللحظة التي تطابق بداية الفجر، أي الولادة الأولى المجردة من أي لون، التي تعتبر السبيل المتبقي للاستجابة والإجابة على أسئلة القلق الاجتماعي، عبر توفير المناخ السليم لتجذر مقومات مغرب التضامن والتماسك الاجتماعي؛

 - الخطاب الملكي حاول تقديم بعد الحلول الاجتماعية لتجاوز أسئلة القلق الاجتماعي، من قبيل الدعوة إلى فتح القطاع الصحي أمام الاستثمار الأجنبي، الدعوة لبناء طبقة فلاحية متوسطة، الاهتمام بتوفير فرص الشغل للشباب، تشكيل لجنة لصياغة معالم المشروع التنموي الجديد".

مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة سياسيا ومؤسساتيا ومعياريا ستعرف تركيزا مكثفا وتهافتا على الشأن الاجتماعي، وعلى أسئلة الشأن الاجتماعي، لأن الاجتماعي بالمغرب في اللحظة الراهنة أصبح المنتج الحصري للطاقة وللسلطة وللمعنى، فلا سلطة يمكنها أن تتحرر من أسئلة الاجتماعي، ولا رهان يمكن أن ينتج أثره بمعزل عن الرهان الاجتماعي – يضيف لزعر - فعدما تكون موجات الطاقة التي ينتجها الاجتماعي ايجابية – يقول محاورنا - ينعكس ذلك على الجو العام والمناخ العام السياسي والاقتصادي وعندما يسود القلق والخوف والإحباط الفضاء الاجتماعي يقع انحباس طاقي على مستوى المناخ العام السياسي.