باحثان مغربيان يبرزان نجاعة نموذج تدريس الرياضيات بسنغافورة "جنة البيداغوجيا"

باحثان مغربيان يبرزان نجاعة نموذج تدريس الرياضيات بسنغافورة "جنة البيداغوجيا" الباحثان لحسن أيت أوعبو (يمينا) وعدي سيمو

أبرز بحث أكاديمي أنجز في إطار نيل دبلوم مركز تكوين مفتشي التعليم، أنجز في خانة الدراسات المقارنة التي تروم الانفتاح على التجارب الدولية والتفكير في سبل تطوير الكتاب المدرسي كأحد مداخل تجويد التعلمات بشكل عام وتعلمات الرياضيات بالخصوص، (أبرز) نجاعة الطريقة السنغافورية وأهمية اعتماد النمذجة في تعليم وتعلم مادة الرياضيات.

وركز هذا البحث الذي أنجز من لدن المفتشين التربويين، عدي سيمو المعين بمديرية الحوز، ولحسن أيت وعبو المعين بمديرية إقليم النواصر، على الكشف عن درجة وجود عناصر النمذجة، التي ترتكز على المرور بسلاسة من المحسوس إلى المصور فالمجرد للمساهمة في تجاوز الطابع التجريدي للمادة الرياضياتية، في بعض الكتب المدرسية الوطنية وسلسلة كتب الرياضيات المعتمدة على الطريقة السنغافورية.

ويعتمد البرنامج السنغافوري إطارا خماسيا يتضمن الكفايات والمفاهيم والسيرورات والمواقف والميتامعرفية بشكل منسجم يشكل حل المشكلات نواته الأساسية. هذا النموذج يتوخى بالدرجة الأولى إكساب المتعلم القدرة على الاستكشاف وتملك استراتيجيات متنوعة لحل المشكلات الروتينية وغير الروتينية. وتشجيع المتعلم على الاستدلال الرياضي واعمال التفكير. ويتبني النموذج البيداغوجي "أشكلوك" في بناء المفاهيم الرياضياتية الذي يستدرج به المتعلمون إلى بناء حقيقي للمفاهيم وإدراك للعلاقات وبينها ليتمكنوا من تجاوز الفهم الأولي والتفكير في المشكلات الرياضياتية والمرتبطة بالحياة.

وخلصت نتائج البحث، المنجز تحث إشراف وتأطير من الكاتب العام السابق لمركز تكوبن مفتشي التعليم، الأستاذ مولاي المصطفي حمدي، وبتوجيه من الدكتور عبد الله الإدريسي، المتخصص في ديداكتيك الرياضيات، إلى رصد أوجه الشبه والاختلاف في السلسلتين المدروستين وإبراز درجة التفاوت في نسب حضور أنماط النمذجة فيهما، إذ تحظى السلسلة المعتمدة على طريقة النمذجة بتميزها كما وكيفا رغم الحضور الملحوظ للنمذجة المصورة في السلسلة المغربية.

ونبهت نتائج البحث إلى أهمية طريقة النمذجة في الكتب المدرسية وضرورة تبني نماذج تنسجم وخصائص المفاهيم الرياضية وتضمن السلاسة والفعالية في مراحل بناءها. ورغم أن الكتب المدرسية لا تعدو أن تكون إلا مكونا بسيطا أمام متغيرات عملاقة للنظام التربوي، فإن الانفتاح على التجارب الناجحة يجعل بإمكانية إضاءة بعض الجوانب من ممارساتنا بخصوص تعليم وتعلم الرياضيات شريطة توفر الإرادة والذكاء الجماعيين.

يذكر أن النموذج السنغافوري في تدريس الرياضيات يتربع نتائج التقويمات الدولية "TIMSS" خلال العشر سنوات الأخيرة بـ 318 نقطة فوق المعدل العالمي، مما جعل العديد من المنظومات التربوية في العالم تتهافت على استيراد هذا النموذج، إلى حد تسمية سنغافورة من قبل البعض بـ "جنة البيداغوجيا".