في سابقة خطيرة ومُستفزة ، صادق مجلس بلدية - سان جوليانو ميلانيزي - بضواحي ميلانو يوم الجمعة 28 شتنبر 2018 على مقترح تغيير اسم إحدى الساحات، ليصبح الاسم الجديد " ساحة ضحايا الإرهاب الإسلامي ".
المقترح تقدمت به الأغلبية داخل المجلس والمكونة من حزب رابطة الشمال المعروف بعدائه للمهاجرين و حزبي القوات الإيطالية وإخوان إيطاليا .
وقد أثار هذا القرار جدلا واسعا في أوساط الجالية المسلمة، التي اعتبرته استفزازا لكافة المسلمين أينما كانوا.
وقد تميز اجتماع المجلس البلدي بحضور عدد من أفراد الجالية المسلمة حاملين شعارات مكتوبة تعبر عن رفضها وإدانتها لربط الإرهاب بالإسلام باعتباره دين السلام والتعايش ولا علاقة له بالعمليات الإرهابية التي تقوم بها بعض الجماعات المتطرفة.
ويأتي تصاعد اليمين المتطرف في أورويا بشكل عام وإيطاليا على وجه الخصوص ، بعد الأحداث الدامية التي عرفتها عدة عواصم أوروبية ، مما أدى كذلك إلى تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع الأوروبي ، حتى أصبحت مظاهر العداء واضحة لدى الاروبيين تجاه الجاليات المسلمة .إن ما قامت به الأغلبية العنصرية ببلدية سان جوليانو ميلانو، يضرب في عمق الانتماء الديني للأقلية المقيمة ويغذي الكراهية الدينية ويمس هوية وصورة ومكانة المسلمين ويهدد مستقبل أبنائهم ، ويزكي تلك الصورة النمطية التي يروجها الإعلام الإيطالي عن الإسلام والمسلمين ، مما يضع القائمين على الشأن الديني بإيطاليا ومعهم جمعيات واتحادات الجاليات المسلمة أمام تحديات عسيرة ولعل أكبر تحدي هو تحسين صورة الإسلام والمسلمين، والإندماج في المجتمع مع الحفاظ على هويتنا الدينية والثقافية دون تعصب ولا غلو ، وإبعاد المساجد عن كل الصراعات السياسية في بلدان الإقامة ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن جمعية سبيل المسؤولة عن إدارة مسجد بلدية سان جوليانو، كانت قد ساندت علنا مرشح إحدى الأحزاب السياسية ضد رئيس البلدية الحالي.