يشكل هذا اللقاء أول تظاهرة من نوعها في المغرب، في إفريقيا وفي بلد إسلامي. ويستهدف محاربة الإقصاء الذي يتعرض له المرضى النفسيون والعقليون إلى جانب أسرهم. فحسب معطيات رسمية، يعاني أربعون في المائة من المغاربة البالغين من العمرخمس عشرة سنة فما فوق من اضطراب عقلي.
عن طريق الأشرطة الوثائقية، تشكل الأداة السمعية البصرية وسيلة ناجعة تمكن من تبادل الخبرات بين المغاربة والأجانب. حيث سيأتي هؤلاء لعرض تجاربهم التي من شأنها أن تفيد مجتمعنا وثقافتنا. ذلك أن المقاربات العلاجية تختلف حسب الثقافات، وهو ما يميز قصص المرضى ومعيشهم ويجعلهم يقبلون الإدلاء بشهادات أمام الكاميرا التي يحملها معالجون لا مهنيو السمعي البصري أو السينما. وتعد الغاية من كل ذلك بيداغوجية صرفة، ترمي إلى طمأنة الأسر التي تعيش نفس الوضعية. وهم يعتبرون تلك طريقتهم للمساهمة في رفع التهميش الذي يلحق الأمراض النفسية.
وخلال هذين اليومين، سيتم عرض اثني عشر شريطا من أجل تكسير الصمت المحيط بالاضطراب ثنائي القطب، باضطراب الشخصية الحدية وباضطرابات السلوك الغذائي. والهدف الأسمى من وراء هذه المبادرة هو التعرف عن قرب على هذه الأمراض من أجل تكفل أكثر ملاءمة للأشخاص المعنيين.
تنطلق العروض من الساعة التاسعة صباحا إلى الواحدة زوالا، وتستأنف من الثالثة بعد الزوال إلى السادسة مساء. وسيحضر اللقاء أطباء الأمراض العقلية، معالجون نفسيون، معالجون بطريقة التحليل النفسي عبر التعبير الفني، مقوّمو القراءة والنطق، ممثلون عن جمعيات أسر المرضى، صحفيون، أطباء مقيمون، ممرضون وطلبة بكلية الطب. وستلي العروض نقاشات مفتوحة بين الجمهور والأخصائيين المغاربة والأجانب.
وعلى هامش هذا اللقاء، سينظم عرض للصور الفوتوغرافية بعنوان “رجال ونساء المركز الجامعي للأمراض العقلية” بفضاءات كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء وكذا بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد.
للتذكير فإن دورة سنة 2017 للقاء السينما في خدمة الأمراض النفسية والعقلية كانت قد تطرقت لمرضي التوحد و الفصام، وشهدت حضور جمهور كبير من المهتمين.