تدمري عبد الوهاب: في شان خيمة الريف في فعاليات حفل الإنسانية.

تدمري عبد الوهاب: في شان خيمة الريف في فعاليات حفل الإنسانية. تدمري عبد الوهاب

أولا كل الشكر والتقدير عن المجهودات الجبارة التي بذلها منظمو خيمة الريف في فعاليات حفل الإنسانية.. والشكر موصول كذلك لكل من ساهم وشارك في إنجاح برنامجها وتفاعلها مع باقي الفعاليات الديموقراطية والتقدمية المغربية منها والدولية من أجل الترافع عن معتقلي الحراك الشعبي بالريف وكل الوطن، رغم بعض الأصوات التي شكلت نشازا، وسعت إلى افتعال مشاحنات مجانية مع مناضلين ديمقراطيين وتقدميين  ينتمون إلى مختلف ربوع الوطن ويشاطروننا حلم بناء مغرب ديموقراطي يتسع لكل مواطنيه ومواطناته، مغرب يتمثل الحرية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، مغرب تحترم فيه الحقوق الفردية والجماعية وتسود فيه قيم دولة الحق والقانون. وهي بذلك مشاحنات مفتعلة تهدف إلى عزل الريف عن عمقه الجهوي والوطني.

أما في ما يخص من تهجم على هذا المجهود المبذول من أجل إنجاح خيمة الريف في فعاليات حفل الإنسانية لدواعي الرقص والخمر وأشياء أخرى، والتي يتضح انها تتحكم فيها منظومة ثقافية  تقليدية ورجعية وداعشية، حتى وإن سميت حسب مفهومهم بالأخلاقية، فلا أظنه يختلف في مرجعيته الثقافية، حتى وإن لم يكن واعيا بها، عن الثقافة التي تحكمت في الحشود التي سعت وراء دجال كنز بولمان ولا عن أولائك الذين يشترون الماء المقروء عليه بأعلى الأثمان، ولا بمن يؤمن بثقافة الفقيه المعالج لمس الجن من بني الإنسان. كل هذا إضافة إلى ما نعيشه من انتشار لثقافة التشكيك والتخوين ورفض الآخر، يبين أننا فعلا في حاجة إلى ثورة ثقافية ودينية، وليس فقط إلى ثورة سياسية.

وإن معركتنا من أجل الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية ليست فقط سياسية، بل يجب أن تكون كذلك على مجموع القيم الثقافية والروحية السائدة، والتي أضحت مسلمات، تحولت مع الوقت إلى مقدسات تعيق أي محاولة لبناء مجتمع ديمقراطي قائم على العدل والمساواة..

فلا يمكن أن يستقيم الحديث عن بناء الدولة الديموقراطية والحداثية في غياب بيئة ثقافية وروحية بديلة، وحاضنة تسيد قيم الحرية والاختلاف والتسامح.