إلى الطاعنين في بوطوالة: متى كان الحج إلى بيت الله جريمة تستوجب الإعدام؟!

إلى الطاعنين في بوطوالة: متى كان الحج إلى بيت الله جريمة تستوجب الإعدام؟! علي بوطوالة

 لو زار علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة، إسرائيل ما كان بعض رفاقه سيغضبون بكل هذه الشحنة من الغضب. زيارة الحج والقيام بطقس ديني وأداء ركن من أركان الإسلام الخمسة ليست "جريمة" يعاقب عليها بوطوالة إلى حد المطالبة بإهدار دمه وإعدامه "سياسيا" وإجباره على تقديم استقالته من حزب "نخبوي" مازال يعيش في قوقعة الشعارات السياسية الماركسية واللينينية. في حين أن شعار "الليونة" و"التعايش" مع المحيط المغربي هو ما كان ينبغي أن يتحلى به رفاق بوطوالة المتهم باتهام "غريب" هو تهمة "الحج" لمن استطاع إليه سبيلا.

ربما علي بوطوالة لا يختلف عن أي مغربي تربى في تربة وبيئة وعائلة مغربية متدينة، وربما أن حزب الطليعة لا يشترط في أدبياته وقانونه الأساسي إشهار الإلحاد وإعلان الكراهية للدين واعتبار "الحج" من "مبطلات" الانتماء للحزب الماركسي.

التدين حق شخصي وعلاقة روحية بين العبد وخالقه، بغض الطرف عن لون الديانة، حتى الإلحاد في حد ذاته ديانة وحق إنساني. لذا فالزوبعة التي أقيمت حول أداء علي بوطوالة لأداء مناسك الحج زوبعة في فنجان ربما قد تزيد من عزلة الحزب وتضييق الشرنقة حوله. لأن الحزب يخوض اليوم حربا خاسرة انتحارية عوض أن يستثمر كل هذا البارود وخراطيش الرصاص المصوب تجاه صدر بوطوالة للوقوف في وجه من تآمروا على التعليم وعلى قفة المواطن المغربي.

انشغال "رفاق" بوطوالة بقضية خاسرة هو عنوان كبير لإفلاس قطاع من النخبة اليسارية التي تمرر خطابا "شوفونيا" و"عنصريا" يقتات من الكراهية.

ليس من حق بوطوالة "تبرير" ما لا يبرر، وينصب له رفاقه محاكم تفتيش، ويقررون مكانه هل يحج "البيت الأسود" أم "البيت الأبيض". بوطوالة لم يحج على نفقة الحزب أو على نفقة الدولة، بل تعامل كأي مغربي مرتبط بجذور مجتمعه الدينية. لذا لا يستحق حزب بهذا الحجم من "الكراهية" لعقيدة هي مشترك بين السواد الأعظم من المغاربة الانتماء إلى هذا الوطن الذي يدعو إلى التسامح الديني، فكيف يتسامح المغاربة مع حزب أجبر زعيمه على تقديم استقالته لأنه زار الأراضي المقدسة…

هاذي خايبة حتى للتعاويد!!