العطش يؤرق ساكنة العديد من مناطق إقليم بنسليمان وممثل المجلس الجماعي يقترح إحداث حديقة للحيوانات!!

العطش يؤرق ساكنة العديد من مناطق إقليم بنسليمان وممثل المجلس الجماعي يقترح إحداث حديقة للحيوانات!! الداهي رئيس المجلس الإقليمي الى جانب عامل الإقليم سمير اليزيدي

عقد المجلس الإقليمي لابن سليمان دورته العادية لشتنبر، وذلك يوم الاثنين 10 شتنبر 2018.. وعوض أن يتناول، بكل حزم، إشكالية ندرة المياه الصالحة للشرب بالعديد من مناطق إقليم بنسليمان، تطرق للموضوع بهدوء كامل، لأن كل أعضاء المجلس لا إشكال عندهم مع الماء، ولأن غالبيتهم الساحقة يسكنون المدن. وتم ملف الماء عبر نقط الدراسات، والكل يعرف أبعاد الدراسات التي تتطلب وقتا كي تنجز، مع العلم أن الأمر يتطلب تدخلا مستعجلا، لكون بعض المناطق لا تجد ولا كوب ماء.. ولو قام عامل الإقليم، الذي حضر أول دورة للمجلس الإقليمي بطلب تقرير في هذا الموضوع لكانت النتائج صادمة، خاصة وأن منطقة "احلاف"، مثلا، تستفيد من الماء الصالح للشرب عن طريق ناقلة خاصة تجد في انتظارها مئات من الساكنة في انتظارها للاستفادة من عشرين لتر ماء...

هذه المعاناة المماثلة تشمل مناطق بئر النصر ومليلة والردادنة... مع العلم أن ماشية هذه المناطق أصبحت مهددة بالموت بسبب ندرة المياه.

وفي ظل هذه الوضعية، وخلال مجريات النقاش، أخذ الكلمة ممثل المجلس الجماعي، مقترحا إحداث حديقة للحيوانات، علي غرار مدينة تمارة، على اعتبار أن إقليم بنسليمان له مؤهلات غابوية تساعد علي نجاح هذا المشروع. لكننا نسائله: أين هي المياه  القادرة على تلبية حاجيات هذه الحيوانات؟

وإذا كان جدول أعمال الدورة العادية للمجلس الإقليمي تضمنت سبع نقاط، فإنها أشارت إلى الماء عبر قناة الدراسات.... وهذا إشكال حقيقي على هذه الواجهة.

ويذكر أن المجلس الإقليمي لابن سليمان، الذي يرأسه خليل الداهي، توجه له مجموعة من الانتقادات، كونه يخدم أجندة منتخبين نافذين بالإقليم، بينما الجماعات غير الممثلة بنفس المجلس تعرف مطالبها الأخيرة... والأدلة الثابتة موجودة، ونستدل بأحلاف مثلا والردادنة اولاد مالك... هما جماعتان لهما معاناة غير محدودة المعالم، وبشكل خاص مع المطالب الضرورية كالماء والكهرباء... فإلى متى يبقى أصحاب النفوذ هم أصحاب الأولوية في الاستفادة من مكتسبات المجلس الإقليمي؟..

ومن رأى في هذه المعطيات صيغة المبالغة يعود إلى الشراكات المبرمة على امتداد التجربة الحالية، حيث أن بعض رؤساء الجماعات يجعلون منها حملة انتخابية بعيدة المدى.. وهذه الإشكالية تطرح غير النظرة الشمولية لحاجيات كل مناطق الإقليم حسب الأولوية، أما اذا كانت العلاقات أو النفوذ الانتخابي هما صاحبي القرارات، فإن التنمية بهذا الإقليم ستظل تتنافس مع السلحفاة في سرعتها....

يذكر أن النظام الحالي للمجالس الإقليمية ومجالس العمالات انسلخ من العديد من القيود السابقة، ومن اهمها: منح الرئيس أحقية التأشير.. الشيء الذي كان سابقا تحت مسؤولية العمال والولاة... وإذا كان المجلس الإقليمي لبنسليمان قام بالعديد من المبادرات الهامة، فإنه يسجل عليه العديد من المؤاخذات كان للعامل السابق يد فيها...