الفلاح : لايمكن استبعاد لجوء ترامب إلى خطوات تصعيدية تمس بمسار حل النزاع بالصحراء

الفلاح : لايمكن استبعاد لجوء ترامب إلى خطوات تصعيدية تمس بمسار حل النزاع بالصحراء ذ.رضا الفلاح
قال رضا الفلاح، أستاذ القانون الدولي بجامعة ابن زهر بأكادير في تصريح لجريدة " أنفاس بريس " إن انعقاد مجلس الأمن الدولي هو نتيجة لتقليص مدة صلاحية بعثة المينورسو بالصحراء المغربية من سنة الى ستة أشهر، موضحا بأن وجود جون بولتون على رأس مجلس الأمن القومي الأمريكي والمعروف بكونه من المنتمين للمحافظين الجدد وبنزعته العدوانية في العلاقات الدولية، له تأثير فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، فهو مقرب الى حد ما – يضيف الفلاح – من الأطروحة الإنفصالية، إذ كان يساند الطرح الإنفصالي من خلال علاقاته بجمعيات أمريكية تساند الطرح الإنفصالي، بالإضافة الى كون التشكيلة الحكومية الأمريكية تضم أشخاص معروفين بوجهة نظرهم التدخلية في القضايا الدولية وضمنها قضية الصحراء المغربية.، وأخص بالذكر كل من وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس، خلافا للموقف التقليدي للجمهوريين الأمريكيين الذين يساندون الحل السياسي العادل والمقبول من الطرفين، كما يتمنون المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية. وأوضح الفلاح أنه ومنذ وصول دونالد ترام بالى سدة الرئاسة بالولايات المتحدة الأمريكية سجل تحول تدريجي في الموقف من قضية الصحراء المغربية، والذين يظهر من خلال بعض المواقف خصوصا داخل مجلس الأمن الدولي، متوقعا حدوث خطوات تمس بمسار حل النزاع في اتجاه تصعيدي.
وفي سؤال لجريدة " أنفاس بريس " عن حجم تأثير باقي الأطراف داخل مجلس الأمن الدولي، أجاب الفلاح : " التأثير الأهم يظل أمريكي داخل مجلس الأمن، فحتى مسودة مشروع القرار يعدها المبعوث الأمريكي، أما فيما يتعلق بمواقف باقي الأطراف، فالموقف الفرنسي يظل تابثا، والموقف الروسي يظل متدبدب ولايمكن التعويل عليه.." في حين أن أغلبية الأعضاء غير الدائمين بمجلس الأمن تؤيد الطرح المبادرة المغربية والحل السياسي والعادل..
وعن دلالات تقليص مدة بعثة المينورسو الى 6 أشهر بدل 12 شهرا، أوضح الخبير الدولي أن هناك توافق دولي على تقليص الكلفة المادية والبشرية لبعثة المينورسو، وثانيا على حسم النزاع بشكل أو بآخر، مضيفا بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل حاليا على تقليص مساهمتها المادية في جميع بعثات حفظ الأمن التي ترعاها الأمم المتحدة في العالم، بالإضافة الى تراجع تداعيات ما سمي ب " الربيع العربي " والإتجاه نحو تتبيث خريطة معينة من التحالفات الإستراتيجية في المنطقة، وهو الأمر الذي يلعب دور " المسكن " للنزاعات، وبالتالي فالسؤال المطروح – يضيف محاورنا – هل تسكين هذا النزاع سيتم عن طريق الإستمرار في تجميده بعد أن عرف في الآونة الأخيرة بعض الهزات والتطورات الخطيرة ( استفزازات البوليساريو، التحركات في المنطقة العازلة، استفزازات الكركرات..) أم أن هذا التسكين سيتجه نحو فرض حل معين للنزاع، وهذا ما تشير إليه بعض التقارير المسربة التي تحدتث عن مقترح المبعوث الأممي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والمتعلقة بحل الفيدرالية ؟
وعن عدم تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لردع الجزائر باعتبارها طرف أساسي في الأزمة وإلزامها بالحياد فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية قال الفلاح إن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير يتضمن تصعيد في اللهجة نحو الجزائر من أجل دفعها الى المساهمة بجدية أكثر وبحياد أكثر مع أطراف أخرى لحل النزاع، مضيفا بأن الدبلوماسية المغربية ركزت أيضا في الآونة الأخيرة على ضرورة جلوس الجزائر كطرف رئيسي في النزاع على طاولة المفاوضات مع المغرب، إذ يستحيل على المغرب – يوضح الفلاح – أن يجلس مع البوليساريو فقط، وهي المسألة التي تعد جد مهمة، مؤكدا أنه ليس من مصلحة المغرب القبول بخيار الحل الفيدرالي والذين ستكون له تداعيات خطيرة على المغرب وعلى المنطقة ككل، كما أنه ليس من السهل إجبار الجزائر كطرف رئيسي في الأزمة على الجلوس على طاولة المفوضات، ومن المحتمل – يضيف الفلاح- أن يستمر ويطول مسار النزاع في ظل تصلب مواقف بعض الأطراف.