اليوسفية تشكو حالها: يا اهلي الحال يا اهلي الحال، إيمتى يصفى الحال؟

اليوسفية تشكو حالها: يا اهلي الحال يا اهلي الحال، إيمتى يصفى الحال؟

إن تجربة اليوسفية في إقبار وتقاعس وتلكؤ وبطء انجاز مشاريعها المبرمجة، ونهب وتحويل اعتماداتها، والنفخ في فصول مصاريف رعاية شأنها وإعادة هيكلة بنيتها، والاسترزاق بريع مؤسساتها، تعد النموذج الأنجع والأمثل لدراسة حالة وواقع مدننا المتوسطة التي سلمت مفاتيح دفة تسييرها للصوص الوطن وناهبي ثروته الظاهرة والخفية، رغم استضافة قضاة جطو عشرات المرات بمكاتب رؤساء مجالسنا الموقرة.

فرغم ترقية اليوسفية إلى عمالة، وتدشين العديد من المشاريع الملكية سنة 2008/2009، ظلت مدينة متوسطة لا ترقى إلى ما قدمته من قيمة مضافة اقتصادية للوطن. وأقل ما يمكن أن نصف به كاشكاط/ الويجانطي اليوم، هو: "عمالة قروية" تم ترييفها للقضاء على كل أشكال التمدن والتحضر، والاجهاز على ذاكرة روابطها الحضارية والتاريخية والعمرانية، والعمل على تشكيل واقع جديد يمحي ذاكرة المدينة الفوسفاطية الغنية التي كانت ومازالت تنتج العملة الصعبة، بل كانت النموذج الأمثل والمفخرة التي يقتضى بها كمرجعية في النضال والثقافة والفن والابداع....

منذ مطلع الثمانينات، قدمت الطبقة العاملة وأبناء اليوسفية تضحيات جسام في سبيل الظفر بحقوقهم والدفاع عن تنزيل مشروع تنموي شامل يلبي حاجياتهم ومطالبهم المشروعة في التعليم والصحة والشغل....، وسجل عمال قطاع الفوسفاط أروع ملاحم النضال والبطولات ضد "غطرسة" الشاف والكابران والمهندس، واعتصموا تحت الأرض في مناجم الفوسفاط المظلمة والباردة للدفاع عن كرامتهم وحقوقهم الاجتماعية، وساند رجال الإعلام والتعليم قضيتهم العادلة، وقام القطاع التلاميذي بأشرس المواجهات مع الإدارة بمختلف تلاوينها، وتقدم قطاع التجار والحرفيين مسيرات الاحتجاج لإبلاغ صوت المدينة إلى من يهمه الأمر. لكن للأسف الشديد تحقق عكس ما كان يصبو إليه المواطن اليوسفي، العامل والتلميذ والطالب والفلاح والحرفي والتاجر.

لقد خلفت نضالات الطبقة العاملة سنة 1986 جروحا عميقة بعد أن خربت بيوت المطرودين تعسفا، وزرعت الأشواك في طريق الشباب، واستنبتت أوكار الدعارة والفساد والمخدرات، وأقفلت نهائيا أبواب التنمية، وأغلقت نوافذ الثقافة والفن والابداع، وحوصرت لوائح التشغيل، وتم تلغيم حقل التعليم والمعرفة، واخترقت النقابات والأحزاب والجمعيات، ورخص للدجالين والسحرة والمشعوذين للعبث بعقول المواطنين، وتحالف الفقهاء مع رجال السلطة وممثلي الأمة، وانتصب الأميين والجهلة والفنادقية والسماسرة كرعايا للشأن المحلي والإقليمي، وتحولوا بقدرة قادر إلى أعيان دو ماليين عبر صناديق الاقتراع الشفافة؟

هكذا نالت مدينة اليوسفية وساكنتها الصبورة، حظها الأوفر من كل أنواع وأشكال الظلم والقهر والنهش التهميش، ورسم جلادو ثالوث الإدارة (المنتخبون/ الفوسفاط/ السلطة) منذ عقود خلت خرائط الحكرة عبر كل مسالك العبور نحو أحياء المدينة، وفضاءاتها ومرافقها ومؤسساتها التي لا تشرف مدينة ظل رحمها وفيا لإنتاج العملة الصعبة ورافعة للاقتصاد الوطني.

بالله عليكم، هل بإمكانكم أن تجيبونا صراحة، كم من مواطن من ساكنة اليوسفية كان سيعترف على العامل السابق السي عدي لو مر بجانبه؟ قولوا لنا ما هي الأحياء التي زارها وخالط ساكنتها وفتح معهم نقاشا حول واقع حالهم؟ دلونا على مشروع واحد رائد خلفه العامل السابق (عدي) انعكس ايجابا على محيط مدينة الفوسفاط اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وبيئيا؟ ما هي القيمة المضافة التي خلفها نفس العامل على المستوى الإداري والاجتماعي والاستثماري والتنموي؟ أشيروا علينا بأصابعكم المرصعة بخواتم الذهب والماس نحو إنجاز تنموي خلفه عامل الإقليم السي عدي؟

من المؤكد أنكم، لن تجدوا ما تبرروا به فظائع القهر والتهميش المتراكمة بأفعالكم وتواطؤاتكم، والتي لم يعالج منها سعادة العامل أي معضلة، واكتفى بتسخير الواصفين لترويض الأعيان ونخبة الأميين لزيادة الشحمة في مصران القائم على إهمال شؤون مدينة وعمالة وإقليم (اليوسفية) والتي تشكو حالها أكثر مما هو قائم بجرادة أو الحسيمة ومدن أخرى انتفضت من أجل الكرامة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.

أسئلة كتابية لعمال الإقليم الحالي:

ما هي الإجراءات التي يقوم بها عامل إقليم اليوسفية والمؤسسات المنتخبة للترافع عن المديريات والقطاعات المغيبة من عمالة اليوسفية؟ لماذا لم يكتمل مشروع غابة العروك؟ متى ستنتهي الأشغال من بناء مقر عمالة اليوسفية ليستفيد المواطن من خدمات مصالحها مثل العملات المحدثة في نفس السنة (سيدي بنور نموذجا)؟ أين وصل ملف باطوار/ مجزرة اليوسفية؟ لماذا تم تعطيل مشروع مطرح النفايات؟ ما السر في استمرار احتلال مركز تكوين الأطر الفوسفاطية من طرف العناصر الأمنية؟