يوسف صبري: أرجوكم هناك ما هو أفضل تعبيرا من  حلوة”غرييبا ”

يوسف صبري: أرجوكم هناك ما هو أفضل تعبيرا من  حلوة”غرييبا ” يوسف صبري
نعم حقوق الملكية محفوظة في  حلوة غرييبا ..وفي الكرموص الهندي وفي القديد وفتاة الشطنبة والكرداس والرفيسة العمية وزعلوك وراباز وقنديل أم هاشم ..وجميع التاريخ البلدي الذي وصل “كوبنهاكن ” مع المهاجرين ..أعيدوا لنا حقوق الملكية ..ملكية جداتنا ..وأجدادنا.
لا تجعلوننا نصرخ ..نخرج إلى الشوارع ..ندعو المركزيات النقابية والأحزاب والمجتمع المدني ومجلس الأمن والأمم المتحدة لتبني قضيتنا ..حقوقنا ..ملكيتنا الفكرية ..لا تتركونا نغضب ..نصرخ عاليا في هذا المغرب الذي نحبه منذ القدم ..منذ تاريخ غابر في العمق .
لا تجعلوننا نفلت من عقولنا على أعصابنا ..ونهيج ..ونغوت عاليا ..لا تجعلوننا نتحدث باللغة الدارجة لإبراز قدرتنا فيها ..ثقافتنا العالمة فيها ..قاموسنا العامر بالنحس والقدح وأبشع المصطلحات …لا تشجعوننا لنقل كلاما ككلام السكارى على الرصيف بعد مغادرة الحانة عند الساعة 02  من الليل في جو بارد.  و”السكاري “وحده الذي يشعر بالسعادة والقدرة على التعبير فيطلق عنانه لكل المفردات التي يحتاجها هذه الأيام مهندسو الدارجة في مناهج التعليم ..
أرجوكم هناك ما هو أفضل تعبيرا من  حلوة”غرييبا ” ومن “تسخين العظيمات”، ومن كل تلك المصطلحات ..امنحوا الكثير من المغاربة الفرصة لتحويل القراءة والنشاط العلمي وجميع المقررات إلى دارجة توقظ من بالقبور منذ عاد وثمود و أرما ذات العماد ..
إنما لا تجعلونا نغضب ..أعيدوا علينا تعويضا بحقوق الملكية الفكرية ..بحقوق جداتنا وأجدادنا الذين قضوا شهورا وسنوات لإنتاج تلك المفردات الجميلة ..أعيدوا لنا تعويضا عن القديد والكرموص الهندي وفتاة الشطنبة والكرداس والرفيسة العمية وزعلوك وراباز وقنديل أم هاشم ..وجميع التاريخ البلدي الذي وصل “كوبنهاكن ” مع المهاجرين ..أعيدوا لنا حقوق الملكية ..ملكية جداتنا ..
عوضونا قبل أن نقوم بجمع أغطيتنا والاحتجاج أمام عمالات الأقاليم ووزارة التعليم والبحث العلمي ،والبرلمان والحكومة وجميع مؤسسات الدولة .
أعيدوا لنا حقوق ملكية فتاة الشطبة وحدها .والرفيسة العميا وحدها . والقديد وحدده أو مجتمعا بالكرداس ..وكل كلمة أو مفردة أدوا لنا عليها حقوق تقادمت لعقود وقرون ..
أعيدوا علينا تعويضا فجميع هذا القاموس صار كبيرا، والمهاجرون اليوم في كل العالم ،والمطابخ والزواج المختلط والسياح يزورننا ويقولون بعد توديعنا ..غووريييبا ..التاجين ..الرفيسا..يفتخرون بهذا القاموس الذي ضاعت حقوق أصحابه.  وهاهي اليوم الوزارة تعيدنا إلى هذا التاريخ بحقوق ضائعة  لصاحبة غرييبا ..
أعيدوا لنا حقوقا ..فهناك قنديل أم هاشم “لامبا ” وهناك الشربيل والبلغة وحاجات “البازار ” المغربي كلها . هناك تراث وأعياد ومناسبات وكلها قاموس أكبر من “الاكسفورد ” ..الذي يتم إحياءه في غفلة من المغاربة إما لاحتقارهم أو لإعادة ترتيب أولويات بشكل مخطط له ،ليس لضرب العربية وإنما لإقبار كل شيء  وضربنا .
الدارجة ليس لغة ، هي لهجة كما قال أحد المدونين مكونة من كلمات “لقيطة ” لا تنتج الفكر .وبلد بدون لغة هو بلد بدون هوية ..
نحن نعود إلى الخلف بشكل عجيب ..بشكل قبيح ..نجح “الخواسر ” في كسر الكواسر ..من لغة سيبويه إلى لغة منتصف الليل.