العدل والإحسان.. مسار جماعة بين الخيال الخرافي الواسع والدعوة لتصديق مستحيلات الوقائع

العدل والإحسان.. مسار جماعة بين الخيال الخرافي الواسع والدعوة لتصديق مستحيلات الوقائع امرابطين و محمد العبادي

إنها ليست المرة الأولى التي تنشر فيها جماعة العدل والإحسان الخرافات والأباطيل والأكاذيب باسم الدين و"القومة"، وجميعها "منامات" وأضغاث أحلام "مرشد" الجماعة ومنظرها ومؤسسها عبد السلام ياسين، الذي وضع أتباعه في "قوقعة" أحكم إغلاقها ورحل، فلم يعد يسمعون إلا صدى صوته داخل القوقعة.

ربما مازالت الذاكرة تحتفظ بـ"رؤيا"، وإن مرت عليها سنوات، أي منذ سنة 2006، "رؤيا" تداولها أعضاء الجماعة بخصوص حدث عظيم سيقع مطلع عام 2006 ينقل الجماعة إلى موقع الحكم أو "الخلافة على منهاج النبوة" ويصبح شيخها بموجب ذلك "الخليفة المنتظر".

وهذه هي أكبر أوهام الجماعة التي جعلت "مرشدها" في منزلة القديسين والأنبياء، حتى تحول اسمه إلى أقوى "مخدّر" لحشو الآلاف من أتباعه، غير أن هناك من مزقت عن عيونهم تلك الغشاوة وثاروا ضد "خرافات" الشيخ، والمنهاج "الراديكالي" الذي تتبناه للجماعة الذي يسيء إلى النبي الكريم في المقام الأول والسلف الصالح، ويسيء إلى الإسلام المعتدل والوسطي الذي يتبناه المغاربة عبر العصور.

تصدير جماعة العدل والإحسان لمجموعة من الخرافات، منها خرافة "الخلافة" و"القومة"، جعلت منها جماعة "منعزلة" بعيدة عن اشتباكات الواقع وهموم المجتمع، جماعة تعيش في "جزيرة" فوق السحاب وليس على الأرض، تستغل أي "عارض" أو "احتجاج" للخروج من "جحورها"، لتملأ الشارع بالسموم والأحقاد، سواء في احتجاجات حركة 20 فبراير أو حراك الريف، كانت الجماعة تتصدر الصفوف لاستعراض قوتها الجماهيرية أولا، ولصب الزيت ثانيا وإحراق أي مدينة "آمنة"، وهي تحمل منجلا وفأسا لبداية فصل "الحصاد".

من هنا اختارت جماعة العدل والإحسان أن تكون قلعة للحرب بدل منارة لنشر فلسفة "المنهاج النبوي" الذي حث على طاعة الله ورسله وليس طاعة عبد السلام ياسين. واختارت أن تبث الأوهام والخرافات وتغسل عقول شبابها بالآسيد والقطران.

ويبقى من لطف الأقدار أن لازالت هناك عقول تميز ما بين عين المنطق وتفاهة الاستهتار، لتحكم بميزان الرزانة على نظير ذلك العبث الاعتقادي الذي لم يعد غريبا على فكر الجماعة، طالما أنه وقبل نحو 18 سنة، انساق الجميع منها وفي مقدمتهم عبد السلام ياسين وراء مزاعم أحد الفرنسيين من أصل جزائري، ويدعى محمد امرابطين، حين ادعى توفره على "شعرة" من رأس الرسول. بل الأفظع أن ياسين ومن والاه باركوا الخرافة وحصنوا "الشعرة" في قارورة للتبرك منها، وهي براء من كل ما يعتقدوه. اللهم من يقين كونها واحدة من شعيرات الفرنسي الجزائري لا أقل ولا أكثر.

وعليه، لم يعد مجال لأن يرفع أحد حواجبه استغرابا إذا ما طلع محسوب على فكر الجماعة يوما بادعاء امتلاكه لظفر من أظافر المصطفى، أو قطرة عرقه في غزو من الغزوات. أما سيناريوهات رؤيته في المنام بشتى أقوال التمجيد للجماعة ومن يسلك طريق تصورها المعتوه، فتلك فبركة نالوا نياشين الريادة في شأنها، ولا ينقصها سوى مخرج هوليودي من مبدعي الخيال العلمي.