دعوة البيجيدي لشراء منتوجات تركية: خيانة للمغرب أم "تطياح السروال"؟

دعوة البيجيدي لشراء منتوجات تركية: خيانة للمغرب أم "تطياح السروال"؟ سعد الدين العثماني واردوغان
جاءت تداعيات انهيار عملة الليرة التركية لتبرز حقيقة (الوجه الآخر) للإخوان المسلمين في المغرب.كما جاءت لتكشف عن غياب حس الانتماء الوطني  لديهم بشكل صارخ، وإن لم يكن غريبا بالنسبة للكثيرين ممن يعرفون حقيقة هؤلاء ومواقفهم المعلنة والمستترة..!!
بدا غريبا ومثيرا للشعور الوطني المغربي، إقدام الأصوليين المغاربة على القيام بحملات واسعة ومكثفة استهدفت الوقوف إلى جانب حزب العدالة والتنمية التركي، عبر الدعوة إلى دعم اقتصاد هذا البلد، وتحفيز المغاربة على شراء البضائع التركية على حساب المنتوجات النغربية المصنعة بمعامل مغربية برأسمال مغربي وبيد عاملة مغربية، وذلك بمبرر إنقاذ عملة الليرة التركية من الانهيار الذي أصابها..!!
اعتبر العدي من المغاربة هذه الحملة وأهدافها "استفزازا فظيعا جدا"مورس ويمارس ضد روح المنتوجات المغربية.فيما اعتبرها آخرون "خيانة" للبلاد..!!
منذ أشهر مضت سقط الدرهم المغربي في (كارثة التعويم). وكان ذلك، في بعض أسبابه، نتيجة مباشرة، حسب آراء جل الاقتصاديين، للسياسات الخرقاء والرؤى المعطوبة لحكومة الإخوان..!!
وساعتها، وفي ظل كل التحديات التي كانت تهدد الاقتصاد الوطني المغربي، التزم الإخوان صمتا آثما ولم يتحركوا لتنظيم حملات مماثلة لإنقاذ الدرهم المغربي، وتدعيم أسس الاقتصاد الوطني..!! بينما في حالة انهيار الليرة التركية، أقام هؤلاء جنازة كبيرة وكأنهم أتراك وليسو مغاربة..!!
ثمة كثير من التساؤلات الحارقة تفرض نفسها إزاء تجليات هذه الحملة الغريبة:
1 - كيف نفسر هذا الموقف الغريب والمثير للاستهجان لدى غالبية المغاربة..!؟
2 - هل من شروط الانتماء الوطني تدعيم اقتصاد دولة أجنبية في وضعية صعبة، ورفع اليد عن دعم اقتصاد الوطن..!!
3 - ماذا يمكن أن نسمي هذا السلوك المستفز، هل هو "تبعية إيديولوجية"، أم "خيانة وطنية" أم "تطياح السروال".!؟
للإجابة عن هذه التساؤلات، يؤكد عبد الرحيم العروسي، وهو باحث في الشؤون الاقتصادية، أن الأمر فعلا يكتسي خطورة، لأنه يضع الإيديولوجية الضيقة فوق الانتماء الوطني، ويضع المذهب الديني او السياسي فوق كل مصالح الشعب..!!
لا أستطيع أن أقول إن سلوكا من هذا القبيل - يضيف عبد الرحيم العروسي - يعتبر "خيانة للوطن".بيد أني أستطيع أن أقول إنه يكشف بجلاء أن ما هو إيديولوجي عند الإسلاميين المغاربة يسبق عندهم ما هو وطني.بمعنى أن الانتماء هنا يصبح محل شكوك وريب..!!
من جانبه أوضح إسماعيل الوراث، وهو ناشط سياسي، أن حملة دعم الاقتصاد التركي التي قام بها الأصوليون المغاربة، ليست جديدة.فقط سبق لهم أن قاموا بحملات مماثلة في مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الرئيس التركي أردوغان كلما احتاج إلى وقود التسويق لاسمه وصورته.
وأضاف إسماعيل الوراث قائلا:" تعويم الدرهم ليس أمرا مهما بالنسبة إليهم.الأهم هو ربط أواصر التعاون مع الدول التي تؤمن بالإخوانية، ولو كان ذلك على حساب الشعب المغربي وحاضر ومستقبل هذا الوطن..!!"