نحن لا نملك من الحقيقة سوى الجانب الذي ساهمنا به في صنع « النوازل » ، خارج هذا ، فلن نكون سوى شهود في مسيس الحاجة إلى من يزكي أقوالنا ( شهادتنا ) التي تعتبر من وجهة نظر علمية / نقدية ،مجرد قرينة بسيطة قابلة لاتباث العكس أو في أحسن الأحوال مجرد بداية حجة ، تقحمنا في الصراع ، ودون أن ندري أو نعي ، نصير طرفا « غير محايد » ، بحكم حاجتنا دوما إلى قاض فاصل ، فلا غرو إذا قيل بأن الحقيقة نسبية في سياق مسلسل مفتوح ، والحكم يخضع لمنطق الخطأ أو الصواب ، من هنا لابد من ميثاق أو تعاقد في أفق « صناعة » حقيقة متوافق حولها ، تفوت الفرصة على المسيطرين / المهيمنين الذين إذا اجتهدوا وتسامحوا فلن يتجاوزوا ما توفره وتسمح به « عدالتهم » كمنتشين بانتصارهم « الوهمي » ، من هنا وجب التأكيد على أن كل نقد للتجربة الحزبية الوطنية ينبغي أن يكون من زاوية « الثقافي » ، مادامت المسافات الزمنية الطويلة قد حولت الوقائع إلى معطيات ثقافية مستقلة عن الأشخاص والمكان ؛ لذلك فإن بعض المذكرات الخاصة ستظل مغرضة في الذاتية إذا لم تجب عن سؤال المسؤولية الشخصية اولا، في ما حصل ، ولكن من باب التدقيق والإحالة الى المسؤولية العمومية او المؤسساتية و الجماعية التضامنية ، حسب السياق الزمني والمكان .
مصطفى المنوزي منسق دينامية منتدى ضمير الذاكرة