ظواهر سلبية تتكرر كل صيف:تسونامي الاختناق الصيفي في مدن الشمال..!!

ظواهر سلبية تتكرر كل صيف:تسونامي الاختناق الصيفي في مدن الشمال..!! تسونامي بشري بمدن الشمال هربا من الحر
في الفترة ما بين أواخر يونيو وأواخر غشت من كل سنة، تصبح المدن الساحلية لشمال المغرب محجا مفضلا لآلاف من الأسر المغربية التي تأتي من مختلف مناطق المغرب، وتفضل قضاء العطلة الصيفية في ربوع الشمال.
ومثل كل سنة، يطرح هذا التسونامي البشري، الكثير من الإشكالات الصعبة، منها غياب المرافق والفضاءات الترفيهية، وضعف تعبئة الفنادق والنزل، وغياب أية رؤية للسلطات المحلية تتعلق بتيسير هذا التدفق وتوفير كل ما يلزمه من أجل جعل عطلة الوافدين مريحة في الحد الأدنى..!!
نتيجة لهذا التدفق الكبير، تصبح مدن الشمال، وخاصة طنجة ومرتيل والمضيق والحسيمة وواد لو، مكتظة عن آخرها بالمصطافين الذين يكترون منازل، او شقق مفروشة معدة لهذا الغرض، أو ينزلون في الفنادق والبنسيونات.
يؤدي هذا الاكتظاظ إلى صعوبة العثور على مجموعة من المواد الأساسية اليومية، خلال أوقات معينة، ما يجعل فترة الاصطياف تشهد بعض التوترات والصعوبات.
- السلطات لا تقوم بتهيئة أجواء الاستقبال:
السلطات العمومية في منطقة الشمال، على عكس سلطات الجنوب الإسباني، لا تقوم بتهيئة الأجواء لاستقبال هذا الكم الهائل من الوافدين كل سنة، عبر توفير عدة مرافق عمومية إضافية، وخلق فضاءات جديدة ومتعددة، وتعبئة كل ما تتوفر عليه من الإمكانات، لتفادي الاختناقات المتكررة، وكذا الحيلولة دون بروز صعوبات ومشاكل موسمية، إضافة إلى ظواهر أخرى كثيرة ومشينة..!!
- تفويت غرف النوم للغرباء:
سكان المدن الشمالية، الذين يستقبلون هذا العدد الكبير من الأسر، يستغلون الفرصة ليعرضوا بيوتهم للكراء المؤقت ربحا لدخل موسمي يساعدهم على تحمل أعباء الحياة.
بعضهم يكتري يقوم بكراء البيت الذي يقطن فيه، ويذهب عند العائلة في انتظار انتهاء عطلة الصيف.وهؤلاء لا يجدون بأسا في كراء سرير الأسرة للغرباء، فالمهم هو كسب دخل مهم خلال فصل الصيف..!!
وآخرون، خاصة في مدينة تطوان، يستغلون أشهر الصيف لكراء منازلهم الفارغة في مرتيل، والاستفادة من ذلك، حتى ولو حرموا أنفسهم من الاستمتاع بالبحر..!!
بينما آخرون لا يترددون في كراء غرفة واحدة داخل البيت الذي يعيشون فيه، للإستفادة المادية من هذه التجارة التي تزدهر في يونيو ويوليوز وغشت من كل سنة..!!
- سماسرة يعرضون خدماتهم:
أضحى كراء البيوت والشقق المفروشة خلال موسم الصيف، تجارة راسخة ومنتعشة للغاية ومدرة للدخل، على طول الشريط الساحلي لمدن الشمال.والأسعار هنا لا تخضع لأي منطق سوى قانون العرض والطلب فقط.
تتراوح أثمنة كراء الشقق المفروشة في مدينتي مرتيل والمضيق، على سبيل المثال، ما بين 500 درهم و 1000 درهم يوميا.وذلك حسب موقع الشقة، وحالتها، ومدى توفرها على المستلزمات الأساسية.
ورغم تزايد الطلب على كراء الشقق المفروشة، يلاحظ تعدد وكثرة السماسرة المنتشرين في كل الفضاءات وفي مداخل ومخارج هذه المدن، يعرضون المنازل والشقق الخاصة لمن يريد، مقابل حصولهم على نسبة معينة من ثمن الكراء، مما يؤدي إلى رفع الأسعار.
- غلاء الشقق وغلاء المعيشة:
تعتبر الشريحة الاجتماعية المشكلة من الموظفين الصغار، وكذا رجال التعليم، والتجار من الفئة المتوسطة، النسبة الغالبة من العائلات التي تمارس الهجرة الموسمية إلى مدن الشمال خلال الصيف من كل سنة.
بعض تصريحات هؤلاء تؤكد أن قضاء أيام العطلة الصيفية في مدينة ساحلية مغربية، وعبر كراء شقة لمدة أسبوع واحد، يعتبر مكلفا جدا، لكنه يبقى محتملا ومقبولا، مقارنة مع أسعار الفنادق المصنفة التي لا تطاق.
في حين يؤكد آخرون أن آداء 500 درهم يوميا كثمن للشقة في مرتيل أو المضيق أو واد لو، يشكل عبئا كبيرا جدا على الموظف الصغير، وأن أصحاب الشقق المفروشة المكتراة، يحددون الأسعار وفق رغباتهم، ووفق السوق..!!
وغالبية المصطافين يشتكون من غلاء أسعار الكراء الموسمي وارتفاع تكلفة المعيشة في مدن الشمال المغربي، مقارنة مع الوضع السائد في مناطق المغرب الأخرى..!!
- الاتجار في الأجساد الأنثوية:
هذا الكرنفال البشري، الذي تشهده مدن الشمال، في إطار موسم الهجرة الصيفية، تنتج عنه الكثير من الظواهر السلبية التي يطلق عليها علماء الاجتماع" أمراض الاكتظاظ".
من قبيل:
- انتشار آفة التسول.
- تنامي حالات الإجرام.
- تفاحش معدلات الاستغلال الجنسي.
وتعتبر طنجة، بحكم موقعها وحجمها وقوة جاذبيتها، المدينة الأكثر إنتاجا لأمثال هذه الظواهر.وخاصة ظاهرة الاتجار في الأجساد الأنثوية..!!
ويمكن التأكيد أن مدينة طنجة كل صيف تتحول إلى عاصمة للسياحة الجنسية متعددة الأجناس.بحيث تصبح فضاءات جاذبة لكل أنواع الباحثين عن اللذة المحرمة..!!