عبد الرحيم العسري : نسعى إلى إبراز قيمة سلالة الصردي كموروث حضاري وليس كقيمة "لحمية" فقط

عبد الرحيم العسري : نسعى إلى إبراز قيمة سلالة الصردي كموروث حضاري وليس كقيمة "لحمية" فقط

تحت شعار "سلالة "الصردي موروث وطني ورافعة للتنمية المستدامة "يتم التحضير لتنظيم المعرض الوطني المهني الأول لتريية المواشي بسطات أواخر شهر مارس من السنة المقبلة من أجل تشجيع الحفاظ على الموروث الحضاري لسلالة "الصردي" من خلال خلق فضاء لتبادل التجارب والخبرات بين مختلف المهنيين والأنسجة الجمعوية التي تنشط في هذا المجال بعدما باتت تنمية هذه السلالة واحدة من محركات التنمية في إطار برنامج المغرب الأخضر ، في إطار مواكبتها لهذا الحدث التقت "أنفاس بريس" بالطبيب البيطري عبد الرحيم العسري، رئيس الجمعية المنظمة وكذلك رئيس لجنة الإشراف على هذه التظاهرة المحلية ذات الأبعاد الجهوية والوطنية والدولية وأجرت معه الحوار التالي :
+كيف جاءت فكرة تنظيم المهرجان الوطني للغنم من سلالة "الصردي "؟
++بداية اصحح ما يتم تداوله كثيرا عبر الإعلام ومواقع التواصل المختلفة بأن الأمر لا يتعلق بمهرجان ولكن بمعرض وطني مهني ب"تيمة" واحدة تخص تشجيع تربية الأغنام من فصيلة الصردي وجميع المنتوجات الفلاحية المرتبطة بتربية هذه السلالة وسيكون في الفترة بين 25 إلى 28 مارس من سنة 2017 ومن المنتظر أن يتم خلاله عرض حوالي450. رأس من الغنم من الجودة الوراثية العالية و تمثل فصيلة الصردي 95 % منها سيتم استقدامها من جميع الجهات التي تتواجد بها هذه الفصيلة علما أن الجهة الرئيسية هي الدار البيضاء سطات وخاصة بناحية بني مسكين ، ثم تليها جهة بني ملال المجاورة لني مسكين و في الفقيه بن صالح وبني عمير وكذلك بمنطقة السراغنة المجاورة كذلك لبني مسكين كما أن الصردي بدأ يتواجد بمناطق أخرى بآسفي والصويرة ، فمن هذه الأماكن كلها سيتم جلب الفحول والنعاج المصنفة من الأوائل لحضور معرض سطات على أن 5% الباقية ستخصص للتعريف بفصائل الغنم الأخرى.
+ماهي مساحة هذا المعرض وكيف سيتم توزيعها؟
++سيتم إنشاء هذا المعرض على مساحة اجمالية من 6 هكتارات ستوزع على 5 أروقة ، على أن الرواق الأول الكبير هو المخصص لتربية الأغنام نن مساحة 2800 متر2 والرواق الثاني خاص بالشركاء المؤسساتيين من 2000 متر2 بمشاركة بين25 إلى 30 مؤسسة منها القرض الفلاحي التعاضدية الفلاحية "لا مامدا" و"لونكا" وتكوين الأطر والبحث الزراعي ، ورواق ثالث من 2000 م2 للعارضين الخواص من شركات مختلفة مهتمة بالأعلاف و الأدوية والمنتوجات المرتبطة بتربية الأغنام ، والرواق الرابع من مساح2000 م2 سيضم 114 عارض للمنتوجات المجالية التي تمثل حوالي60 % مما تتميز بها جهة الدارالبيضاء سطات و40 % لأحسن منتوجات مجالية بأقاليم أخرى ،وحول هذه النقطة أشير بأن السياسة الدولية والوطنية اليوم اصبحت تشجع هذا النوع من المنتوجات لما فيها من قيمة مضافة ومن فلاحة متوازنة مستدامة وتضامنية وتحتاج إلى المساحات الصغيرة من الارض لإنتاج المواد العطرية والطبية والعسل ، الصبار ، الشيبة والنعناع ، وحليب الماعز وغير ذلك مما تمتاز به.
المنطقة حتى لا ينحصر النشاط الفلاحي على الوحدات من المساحات الكبرى الممتدة على المئات من الهكتارات ،والرواق الخامس خاص بالآليات الفلاحية المختلفة ، وموازاة مع برنامج المعرض هذا ستكون هنالك أنشطة أخرى تتعلق بمعارض كل من الثقافة والصناعة التقليدية بالإضافة إلى موسم سيدي الغليمي للفروسية في نسخته 13
+البعض يرى بأن المعرض الوطني الأول تم تهريبه إلى سطات بحيث كان يجب أن يتم بالبروج عاصمة بني مسكين الموطن الرئيس لسلالة الصردي فما هو رأيك؟
++اكيد أن معرض الصردي كان ينظم سابقا بالبروج على صعيد إقليمي وجهوي إلى حد ما ولم يكن له إشعاع كبير يذكر لأنه كان يفتقر إلى مساهمات فعلية من طرف المؤسسات ، وكان ينظم بمبادرة محلية من جمعية بني مسكين للتنمية البشرية بمشاركة لانوك والكسابة والمجلسين المحلي والإقليمي، وكان خلال نسخه الأربع منذ انطلاقه سنة 2010 عبارة عن عرس يجري في يوم واحد يتم فيه مواكبة عمل لانوك-الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز - لاختيار واقتناء احسن الفحول والقيام بندوات تحسيسية وجلسات تكوينية و كان هذا هو محتوى (الميني صالون )بالبروج وبالتالي فإن تنظيم معرض الصردي في صيغته الجديدة وتطويره كمعرض وطني مهني بسطات حاضرة الإقليم نهدف من وراءه إلى توسيع الإشعاع والإهتمام بهذه الفصيلة من الغنم ليأخد أبعادا وطنية ولم لا دولية كذلك
+ كيف دبرتم الغلاف المالي الذي يتطلبه تنظيم المعرض الوطني والتي تقدر كلفته ب5 مليون درهم؟
++إن الرقم المذكور هو مجرد تخمينات وتقديرات لأنه ما زلنا لم نتوصل بأي شيء إلى الآن ، فكل مشروع لابد له مما يسمى بـ"بزنيس بلان" يبين المصاريف و المداخيل الممكنة والمحتملة لهذا المشروع ، وهو ما عرضناه في الاجتماع التحضيري الذي تم بالعمالة برئاسة العامل و بحضور كل الشركاء المؤسساتيين والمنتخبين حيث حاولنا توضيح الكلفة ومبالغ الدعم المرتقبة التي من شأنها تغطية الكلفة و إنجاح التظاهرة والوصول بها إلى الإشعاع المنشود ،ونحن حاليا في مرحلة المناقشة مع المؤسسات الداعمة ، ويمكنني القول في هذا الإطار بأن الإتصالات الجارية تدعو إلى التفاؤل سواء مع المجلس البلدي أو المجلس الإقليمي أو المجلس الجهوي او على مستوى وزارة الفلاحة ووزارة التعمير وكذلك على مستوى الشركاء اﻵخرين كالقرض الفلاحي ولا مامدا والمكتب الشريف للفوسفاط وعلى أي حال الكلفة النهائية لم تحدد بعد وسوف تراعي التوازن بين النفقات و المداخيل المرتقبة وفق عدة طرق : سواء عبر المساهم الرسمي الذي يبيع ويسوق صورته في المعرض كالقرض الفلاحي أو عبر من سيحصر مشاركته في رواقه فقط أو من يرغب المشاركة في الندوات وهكذا و من خلال هذا "الباكيج" المتنوع وما سنحصل عليه من موافقة وتأكيد من طرف الشركاء سنتمكن من وضع ميزانية المعرض مع إشارة أنه في اقصى الإحتمالات فالشركاء المؤسساتيين سيشاركون ب30 % وأما 70 % سنراهن في تعبئتها على مساهمة القطاع الخاص وقد تم في هذا الإطار إعداد 6 اتفاقيات شراكة ننتظر المصادقة عليها من طرف الشركاء.
+كيف سيتم تحسيس الكساب بصفته المعني الأول بضرورة المشاركة في هذا الصالون الوطني؟
++نعم المعرض كله منظم لفائدة الكساب وتطوير كسيبته من سلالة الصردي وتنميتها خاصة وأن الكسابين هم من يطالبون بهذا المعرض ، وكانوا على الرغم من ارتياحهم عند مشاركتهم في معرض أو صالون مكناس يعتبرون أن نشاطهم يظل محدودا بل يتم تذويبه خلال فعاليات مكناس الفلاحي ولا يبرز بشكل واضح علاقة الكساب المسكيني بكسيبته الصردية والتي هي علاقة متينة وعضوية تفوق الجانب المادي المتعلق بإنتاج اللحم بل يعتبر الكساب سلالة الصردي كمنتوج حضاري يعتني به لقيمته الجينية وليس لقيمته اللحمية و يفتخر به كجزء منه ومن حياته يسر نظره ويبتهج به ويحرص دوما على المحافظة عليه رغم ظروف الجفاف وبالتالي نعتقد أن تنظيم المعرض الوطني المهني الأول للصردي بسطات هو فرصة يرد بها الإعتبار لهؤلاء الكسابة و شكل من أشكال التكريم المعنوي لهم .