عبد اللطيف برادة:عاشق الشمس التي لا تغيب

عبد اللطيف برادة:عاشق الشمس التي لا تغيب عبد اللطيف برادة
أحبّك أحبّك.. حتّى يتمّ غرقي بعينيك
وعينيك تبدو لي مثل نجوم سّماء صيف لا تغيب
احبك إلى أن يذوب عقلي كقطعة سكر على شفتيك
 احبك إلى أن أحسّ بأنّك بعضي وأنا البعض منك.. وأنك بعض وجداني..
 احبك إلى أن أصير غيبوبةً لا تفيق إلا على ضفاف نهديك
احبك والحب فيك واحة صحراء وعطشٌ يستحيل ارتوائه
 أنا الناي يصدح بصوتك أجمل الحان
أنا قلب يبوح بحب لا يخجل
أحب فيك تغرك بلون الرمان وهو يتدلى من فوقي غصن الشجر
عينيك تغرياني عفوا ونهديك وباقي مما لا تجرا قوله حتى كل قواميس الغزل
 أحبك لأن كل شيء فيك ربيع والرّبيع لو تعلمين.. عطاء السماء
احبك ورموش عينيك التي تطاولت فخدشت حتى الشّموس
نفس الرموش تجرح اليوم قلبي
تأكدي يا مؤنسة قلبي الجريح أنا لست ادعي فقط إنني أحبك بل نفسي ان أحبُّك حتى الجنون
حبي لكي شعري وهو يغني كرجع إيقاع رقصاتك الحمقاء
 حبّي لكي ينمو على أنقاض حب مجنون ليلى
 حبي لكي هو خطواتي وهي ترسم على الرّمل ملامح عقلي وقلبي
فهل يا ترى إذا ما مرّت رياح هوجاء ستظل خطواتي تتعقب أريجك
ها أنى أخطو على مهلٍ.. وعلى إيقاع أغنيتك الراقصة
 ها انني كأي أسير حب أتمهل فأراوغ حتى ظلي
التعلمين يا معشوقة قلبي!
 انّ الليل يعرّيني بقربك من كل قناعاتي واقنعتي
وحين تلتمسني أناملك يبتعد عني حتى ظلي فينكشف لكي وجهي بكل براءته
فمن يا ترى قد يحميني الليل عندما يطل قمرك مشتعلا بجمر عشق عينيك!
 ففي عينيك، يا قمري يوجد العشق
الحلم الذي يشدّني إلى إغفاءة تحت رائحة نهديك..
 تأخذني رموشك كسعف النّخيل بعيداً عن دجى كل المنافي..
 وفي عينيك شيء يقربني من تربة وطني ومن هم صدقا أهلي
فمن يا ترى يحميني عندما يطل على قمرك
 انني مع كل انسدال حجاب الليل اشتهي فيك كل احلامي ويقضه غرائزي المجنونة
وحلمي أن أتسلق هضابك أن أعانق سحاباتك
حلمي أن أغزو كل غاباتك أن أمحو بلمسة يدي الحنونة كل عذاباتك
وان اجعل منك أيقونة عشقي لشمس لن تغيب
تدرين يا معشوقة قلبي انه مذ انجلى نسيم جسدك تجرّد الشّجر من كل الورق
 صوتك كان، يا ما كان
كان صوتك يأتي أحيانا من عمق الشجن وأحياناً أخرى من نظرة خاطفة منك
أو من قبلة تشبه حمى بركان يقظ
 تدرين أن دمعة حبك يشبه سحابا ينقطه لي المطر
نقيّاً يأتي هكذا كالبلور أو عبق الزهور
 وكالأشعار ينهمر
 تعالي يا مهجتي وفؤاد روحي وعقلي
أشتهيك وكأنّ في عينيك شيء يوقظني من سباتي الطويل
شيء كنت أنتظره يشدّني إلى نهديك والى مغاور جسد لم تكتشف
شيء يشدّني إلى تغرك يجعلني أسيراً لن ينعتق
 تشهّيت فيك القبلة الأولى  
تدرين أن دونك لن اعبر الطريق
ولن اشتاق إلى الضفة الأخرى ولو طال الانتظار
دونك سأظل مكبل اليدين مغمض العينين
 تدرين أنني لا أدري حتى الآن ما هو سر وجعي
 هل لأنني لم اعد قربك
 اشعر وكان يدي اليمنى احتست وجعاً من الأخرى؟
 أو كأني لم أطق، كعادتي، طول الافتراق
 فلا أدرى هل بصدري أو بصدرك يوجد سر الانطلاق
أم بداخلك يظل السر أم أن قلبي هو الذي يحتفظ بسروة الذّكرى
فلما أحس اليوم وكأنّي عابرا لدربٍ بلا مخرج ولا نقطة رجوع