من المقولات المُؤَسِّسة لبناء "الدولة" الصهيونية، إبان نكبة 1948، ما رَوَّجَ له أحد قادة الاحتلال - دافيد بن غوريون -، حين صرح مدعيا أن الزمن كفيل بأن يُنْسِيَ الأجيال الصاعدة، فلسطينية و غيرها، مجازر الماضي:
""الكبار يموتون ، والصغار ينسون.
ماذا نمتلك كجيل لاحق من ذاكرة الصراع السابق حول وطن حر يضمن كرامة بناته و أبنائه ؟
ألم يدافع مثقفو الرِّدة الجديدة عن نظرية الصفحة البيضاء، و نقطة الصفر في بداية كتابة التاريخ، تحت مبررات النظرة المستقبلية الصرفة.
ألا تحتاج هذه الأجيال اللاحقة إلى الإطلاع على ذاكرة صحيحة و لو عبر الكراريس المدرسية.
لست من هُواة أي نوع من السلفية التاريخية، لكن قراءة صحيحة لتاريخنا لا يمكن إلا أن تكشف عورات برامج المستقبل، و حتى لا يُلْدَغ الحَالِمُ "استعارةً" من الجُحْرِ مرَّتين.
آن الأوان لإعادة كتابة تاريخ المغرب الصحيح و لِتُفْتَح خزائنُ الأرشيف السري، ليس فقط ما وُضِعَ عليه اليد في تحقيقات سنوات الرصاص، بل حتى ما صودِرَ من مخطوطات القبائل والزوايا المعارضة للسلطة إبان نفس الصراع و الوثائق المُعَبِّرَة عن المرحلة.
على هامش إقبار معالِم سجون سنوات الرصاص، فكما يتمكن أبناؤنا و السياح من زيارة أقبية سجون "المَولى" إسماعيل، حَبَّدا لو أن الكوربيس ومدينة سلطانية تنبت الآن على أنقاضه، و غيره من أقبية الماضي أصبحت معَالِمَ للتأريخ لحِقبة ما: للتفكير بصوت مرتفع حول أي مصالحة ممكِنة مع التاريخ.
كم كان المنظر مثيرا للإعجاب، و أطفال فلسطين يحملون الآن مفاتيح بيوتهم المحتلة من طرف الصهاينة، و كذا أسماء قُراهم المنهوبة و الحادثة تؤرخ لمؤامرة 1948 بفلسطين، صورة للذاكرة حتى لا ننسى؟