مومر:المُزَّة كنزة أخشيشن و رقصة الكيكي بحزب الأصالة و المعاصرة  ؟!

مومر:المُزَّة كنزة أخشيشن و رقصة الكيكي بحزب الأصالة و المعاصرة  ؟! عبد المجيد مومر الزيراوي
إستغربت كثيرا من موقف رئيس حزب الأصالة و المعاصرة من قضية كنزة أخشيشن إبنة القيادي بنفس الحزب و رئيس جهة مراكش- أسفي . حيث صرح السائق الجديد لحزب الجرار عبد الحكيم بنشماش بالقول : " أنه في عطلة " . 
و لعل الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة يعمل بنصيحة اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير " نحن في عطلة لا داعي للسرعة " ، و بالتالي فإن السيد عبد الحكيم بنشماش لا يُسْرِعْ في إبداء موقفه من فضيحة المُزَّة كنزة نجلة الرفيق أَخْشِي شَنْ. 
و بعيدًا عن لغة المزايدات ، يبدو أن السائق الجديد للجرَّار إنقلب على وعوده السياسية عند إصطدامه بأول "ضُوضَانْ" سياسي حقيقي ، فعبد الحكيم بنشماش الذي وعد المغاربة في برنامجه أن قيادته لحزب الأصالة و المعاصرة ستُشَكِّل  خطوة إضافية نوعية على درب بناء أداة حزبية عصرية مواكبة ويقظة، ومساهمة في أوراش وديناميات الإصلاح الجارية والمرتقبة بوطننا الغالي، أداة حزبية منصتة ومتجاوبة مع أسئلة وانتظارات وتطلعات المواطنات والمواطنين.
و كان أن فَضَّلَ عبد الحكيم بنشماش مُحاباة رفيقه في الحزب رئيس جهة مراكش أسفي، على نقيض عهوده في الوفاء لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة و المساواة أمام القانون .
و لا بد هنا من العودة لسرد وقائع الحادثة السياسية التي تَسَبَّبَت فيها المُزَّة كنزة بنت أَخْشِي شَنْ ، فَالدَّلُّوعَة الحَسَّاسَة شعرت بالملل و قرَّرت الخروج " بَاشْ تَضْرَبْ شِي دْوِيرَة خْفِيفَة ". نَزَلَتْ المُزَّة كنزة إلى مرآب الفيلا فوجدت أسطولاً من السيارات التي يملكها والدها و كذلك والدتها ، إحتارت في تحديد لون السيارة التي ستركب مغامرة قيادتها دون رخصة سياقة . جلست هنيهة ثم حسمت قرارها بالقول : " أنا إبنة رئيس الجهة  ، it's amazing  شيء مذهل سأقوم برقصة الكيكي و أنا أقود سيارة الجهة " .
أدارت المُزَّة كنزة مُحرك السيارة الرباعية الدفع ، عادت بها إلى الخلف ثم سارت في إتجاه شارع المهدي بنبركة. 
و لأن الشارع المذكور متشبت بالأخلاق السياسية لعريس الشهداء المهدي بنبركة ،  فإنه رفض رؤية هاد " التبرهيش السياسي " بل رفض أن تستمر المُزَّة كنزة بنت أَخْشِي شَنْ في السير و الجولان خوفًا من أن تَدْهَس مفهوم دولة الحق و القانون باستعمال سيارة أبيها عفوا سيارة مجلس الجهة .
وهنا زُلْزِلَتِ الأرض من تحت عجلات الكَاتْ الكَاتْ ، و قام عمود الإنارة بعملية "إستشهادية " .. بل قَدَّمَ العمود نفسه قربانا حتى لا يُصَاب الراجلات و الراجلون من ولاد الشعب بمكروه . 
هكذا أثبت " بُّوطُو دْيَالْ الضُّو "  أَنَّه أحَن و أرْحَم ، بل أَنَّه عَنْدو لْكَبْدَة على ولاد الشعب . هكذا عَلَّمَنا بُّوطُو دْيَالْ الضُّو قيم الفداء و التضحية لِكَيْ لا تسيل دماء ولاد الشعب على إسفلت شارع يحمل إسم المهدي بنبركة .
و بعد أن سقط عمود الإنارة و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام أعين المُزَّة كنزة بنت أَخْشِي شَنْ ، سارعت الدَّلُّوعَة الحَسَّاسَة إلى ربط الإتصال بأبيها أحمد قائلة : " papi فِينَكْ رَاهْ ضْرَبْنِي بُّوطُو دِيَالْ الضُّو .. أَجِي شُوفْ هَادْ لَحْمَارْ دِيَالْ لَعْمُودْ أَشْ دَارْ لِيَّا ! " . فأجابها سيدي أحمد : " مَالُو مَاكَيْشُوفْشْ .. يَاكْ أَنْتِي بَعْدَا مَا وْقَعْ لِيكْ وَالُو .. هَانِي جَايْ عَنْدَكْ دَابَا .. مَتْخَافِيشْ" . 
أغلق سيدي أحمد هاتفه و إِلْتَفت نحو زوجته قائلا : هَادْ  المهدي بنبركة مَاعْرَفْتَشْ مَالُو مْعَانَا كَايْ حَرَّضْ لْبُّوطُو دْيَال الضُّو على بَنْتِي كنزة ؟! .
تسارعت الأحداث و خرجت علينا جريدة الأحداث المغربية بتصريح منسوب لمصدر من النيابة العامة يقول من خلاله بأن  قرار متابعة كنزة أخشيشن في حالة سراح ، بعد إرتكابها حادثة سير مستعملة سيارة تابعة لمجلس الجهة. أن هذا القرار جاء لأن الأمر يتعلق فقط ب"حادثة مادية" .
ياللهول القانوني !!!!، و لماذا لم يتم استدعاء أحمد أخشيشن المسؤول الأول عن سيارة الجهة لأخذ أقواله في القضية ، و في كيفية إستغلال سيارة دون إذن بمهمة في يوم عطلة ، و هل قامت إبنته بجريمة سرقة مفاتيح سيارة مملوكة لجهة مراكش – أسفي أم أن أحمد أخشيشن هو من سَلَّمَها مفاتيح السيارة ؟! 
إن وقائع حادثة المُزَّة كنزة بَنْت أَخْشِي شَنْ تثبت بالملموس أن حزب الأصالة و المعاصرة المعارض و قياداته الجديدة - القديمة لا تستطيع الوفاء لأحكام الدستور المتعلقة بضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة ، و أنه إطار سياسي عاجز عن تجاوز الشوفينية الحزبية الضيقة ، بل أن تنظيم الأصالة و المعاصرة غير قادر على تقديم نموذج حزبي مُغايِر قائم على العمل الموضوعي من أجل سيادة مبدأ سمو القانون.
إن السيد عبد الحكيم بنشماش يعلم جيدا أن سياقة الجرار لا تحتاج إلى رخصة ، فالحمد لله أن المُزَّة كنزة لم تُرَاوِدْهَا فكرة السير و الجولان في شارع المهدي بنبركة بإستعمال جَرَّار دُوبَلْ بُّو ، و إلاّ  لَكانت حصيلة "استشهاد" أعمدة الإنارة جد مرتفعة !
و الحمد لله أن حزب الأصالة و المعاصرة لم يصل إلى قيادة الحكومة ، فربما كانت سيارات الوزارات ستصبح لعبة في أيدي الأطفال يعبثون بها و بقانون الدولة الأسمى !
و نختم بحكمة الموروث الثقافي الشعبي الذي تُجَسِّدُهُ عَيْطَة سيدي أحمد : 
وَا سِيدِي أَحْمَد 
عَلِّي يَا فْرَيِّكْ لَحْمَامْ
عَلِّي أُو زِيدْ فِي لَوْهَامْ
بَلَّغْ لَوْحَيْدَة سْلاَمْ
سَبْع سْلاَمَاتْ فِي سْلاَمْ
يَا لْغَادِي زَرْبَانْ
وَا سِيدِي أَحْمَد 
                                                - عبد المجيد مومر الزيراوي ،رئيس تيار ولاد الشعب