المعاشات في 15 غشت.. خلاص من ورطة العيد أم "حصلة" فيما بعده؟

المعاشات في 15 غشت.. خلاص من ورطة العيد أم "حصلة" فيما بعده؟ عيّْد بالخاطر والحساب علخر...

كما أعلن الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، فإنه قرر صرف المعاشات الخاصة بشهر غشت الجاري ابتداء من يوم 15 منه، وذلك بمناسبة عيد الأضحى. مؤكدا على أن هذا الإجراء يأتي تجسيدا لرغبة الصندوق في إرضاء زبنائه، فضلا عن تعزيز روح التعاون والتضامن الاجتماعي التي يسعى الصندوق إلى تكريسها.

والواقع، لا يمكن إلا تحية هذا الإجراء إذا ما تم النظر إليه من زاوية تخفيف العبء على المتقاعدين، ومساعدتهم على توفير مقابل شراء أضحية العيد المرتقب حلوله بعد نحو 12 يوما. لكن، وفي المقابل، لا شك في أن هذه الشريحة الكادحة في معظمها ستعاني الأمرين فيما بعد المناسبة، وستعيش حتما أوقاتا ولا أعسر للسبب ذاته.

فالمعلوم أن ما سيتوصل به المتقاعدون سيصرف على الكبش وما يليه، بمعنى أن الكثير سيبيت في اليوم الثاني من العيد بصفر درهم، ومن ثمة ليس ملزما عليه انتظار شهر كامل فقط لتحصيل الأجرة الموالية، وإنما أربعين يوما أو ما يزيد. وبذلك "فكها يا من وحلتيها".

من هذا الأساس، إذا كان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يرى في مبادرته خطوة إنسانية، فإن وضع المعنيين بها موعود بالأشد قسوة، حيث غياب أي تفكير رسمي في شيوخ هذا البلد وما أسدوه من خدمات. إذ كان الأحرى أن يكون هناك دعم خارج نطاق تلك الدرهيمات التي يتقاضونها نهاية كل شهر ولو مرة في السنة، لا التباهي عليهم بحقهم، بل وتزويقه بمساحيق التفضل، وهو في الأصل ورطة منتظرة أكيد.