مصطفى ملكو: المغرب بين مشروع مجتمعي ونموذج تنموي

مصطفى ملكو: المغرب بين مشروع مجتمعي ونموذج تنموي مصطفى ملكو
المشروع المجتمعي Projet de société بَدَل النّموذج التنموي البديل Modèle de développement alternatif ؟
الإقرار و المعاينة؟
عدا مشروع الحركة الوطنيّة بالأحرُف الأولى الذي قادته حكومة عبد الله إبراهيم (1958ــ 1960)، والذي أُجْهضَ، لم يعرف المغرب منذ الستينيّات حتّى اليوم أيّ تغيير يُذْكَر في نهجه التنموي، الذي أُقِرّ مؤخّراً إنّه نموذج فاشل أدّى ببلدنا إلى الطّريق المسدود، من مفرداته:
1ــ تنميّة اقتصاديّة متعثّرة إذا لم نقل معدومة؛ إذا ما أخذنا بعين الاعتبار نسبة النموّ الديمغرافي، ونسبة التضخمّ المالي.
2ـــ اقتصاد لا يخلق ثروة حقيقيّة يعاد ضَخُّها في الدّورة الإقتصاديّة لتلعب دور الرّافعة أو القاطرة، بل يخلق فوائض ماليّة تذهب إلى جيوب أصحابها، فوائض مستمَدّة من المضاربة، والإحتكار ومراهنات، ومُقامرات السوق الماليّة.
اقتصاد يغدق الفقر والهشاشة على الأغلبيّة لصالح الأقليّة يكفي الإطّلاع على مؤشّرات التنميّة البشريّة، ومُعامل "جيني" للفوارق للتأكّد من هذه المالية.
3ــ اقتصاد لا يخلق مناصب شغل مستدامة لأنّه اقتصاد مبني على المناولة من الباطن Sous-traitance بأمر من شركات أجنبيّة لا تبحث إلاّ على المزيد من الربح و في ٱقصر الآجال.
خلاصة.
إنّنا نعيش تحت وطْأة منظومة أو سِيسْتيم Système تنموي طبَقي لا يستفيد منه إلاّ الأقلويّة صاحبة السّلْب و النّهب السيّاسو- اقتصادي، و للشّعب خرط القتاد، حتّى و لو حقّق ناتجنا الدّاخلي الخام نموّاً بمعدّل ٪10.
كأنّي بأساتذة اقتصاد اعتراهم تصحّر فكري، وخصوصا وسط النخبة السياسيّة، إذ ما لبثوا يلجأون إلى المقاربات السهلة الّتي تطمئنُّ إلى النسب المئويّة للنموّ الإقتصادي وإلى مفردات أصبحت مُبتذلة من فرط الإستعمال من قبيل حوكمة، استثمار أجنبي...إلخ.
على سبيل الختم؟
إنّ فشل نموذجنا التنموي يكمن في انعدام أيّ تصوّر مجتمعي يرفده و يعطيه الوجهة للمجتمع الذي ننشد  و نتوخى،وعليه فإنّه لامناص اليوم لمن يريد كسر عنق زجاجة العجوز Briser le goulot d'étranglement في النموّ الإقتصادي، وكذا في التنميّة البشريّة، أن يهندس لمشروع مجتمعي متعدّد المدخلات Multi-inputs من:
ـــ عدالة في توزيع الثروة
ـــ اقتصاد مبني على الإنتاج و ليس الإستهلاك فحسب
ـــ سياسة تشاركيّة حقيقيّة في صنع القرار
ــ وضع التنميّة البشريّة في قلب كل نهضة اقتصاديّة و ذلك بالحق في التعليم و الثقافة و الصحة،من أجل مغرب لكلّ المغاربة و ليس هذا المغرب الطبقي، مغرب الأقويّاء و المتنفّذين!