بنكيران يوصي شبيبته خيرا بالحمار الذي كان يتقاسم معه "الفانيد"...

بنكيران يوصي شبيبته خيرا بالحمار الذي كان يتقاسم معه "الفانيد"... عبد الإله بنكيران

تمخض الجبل فولد فأرا. هكذا يمكن تفسير خرجة عبد الإله بنكيران الأخيرة أمام شبيبة  "البيجيدي" التي رقته إلى منصب "الزعيم الأممي"، حيث ألقى كلمة في الملتقى 14 الذي نظمته الشبيبة بمدينة الدارالبيضاء، يوم الاثنين 6 غشت تمحورت حول وصاياه العشر الخاصة بالرعاية وحسن معاملة الحيوانات.

و اعتبرت بعض المصادر التي نقلت الخبر بأن بنكيران كان في رسالته التي استقاها من معجم ابن المقفع في "كليلة ودمنة" كأنه يرد على الذين حرموه من الكلام في الدورة الأخيرة للمجلس الوطني لحركة التوحيد والإصلاح، بل وينتقم  لنفسه بعدما "تكلاسا" في الرتبة الأخيرة في التنافس على رئاسة الحركة التي آلت إلى الشيخي للمرة الثانية على التوالي، وماذا بقي له إذن بعدما أعفي "الزعيم" قبل ذلك من رئاسة الحكومة ومن رئاسة الحزب؟

لم يبق له سوى الحمار الذي مدحه بنكيران ووصفه بصاحبه العزيز، وعلق على ذلك  سعيد جعفر الباحث في سوسيولوجيا الدين قائلا: "للذين يقومون بتحليل خطاب الإسلام السياسي كما يروج له العراب السيد عبد الإله بنكيران، ماذا قصد بعبارته/حكايته:

"أنا عزيز علي الحمار كنت كنقسم معاه الفنيد، لهذا كنوصيكم بالاهتمام بالحمار راه الوقت دوارة". ونصح شبيبته، "ذلك أوصيكم بحسن التعامل مع الحيوانات’". وكأنه يكتشفها لأول مرة، وظهر الزعيم بنكيران كأنه يسبح ضد التيار في وقت كانت شبيبته تنتظر منه وجهة نظره وموقفه حول قضايا راهنة بعد غياب عن الساحة منذ قرابة السنة و هي تردد شعارات تدعو فيها إلى عودة زعيمه إلى الواجهة السياسية، وأكثر من ذلك أن رسالة بنكيران لم تقف عند حدود المطالبة بالرفق بالحيوان، بل تطرق أيضا إلى مواضيع أخرى   وصلت إلى حد إثارته لغياب المراحيض بالسكن العشوائي .!!

إلى ذلك أشار الدكتور ادريس الكنبوري، الباحث المغربي المتخصص في الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي من جهته إن عبد الإله بنكيران أظهر، من خلال كلمته أمام شبيبة حزب العدالة والتنمية، أنه ليس رجلا صالحا لتدبير السلطة بل للخطابة فقط وتحريك مشاعر العامة.

وأضاف الكنبوري، في تدوينة على حسابه بـ"الفيس بوك"، إن ما أثاره في كلمة بنكيران هو "أنه قال بأنه لا توجد دولة عميقة بل دولة فقط، وهذا غريب جدا وهو يؤكد أن الرجل بالفعل ليست لديه تصورات بل ردود أفعال تتغير باستمرار بحسب تغير الأفعال". والغريب في الأمر أن بنكيران، حسب الكنبوري، "طوال خمس سنوات وأكثر ظل الرجل يتحدث عن التحكم والتماسيح والعفاريت، أي الدولة العميقة، واليوم يقلب الطاولة"، قبل أن يختم الكنبوري بالاشارة: "هذا هو بنكيران: السياسة بطعم المزاج"!!