حسن بيريش:أنقذونا من فتاوى الهوس الجنسي..!!

حسن بيريش:أنقذونا من فتاوى الهوس الجنسي..!! حسن بيريش
(1)
أن تفتي معناه ان تلمح النور في خبايا الظلام.لكن حين تغدو الفتوى - في حد ذاتها - ظلاما، يتعذر الإمساك بخيوط النور المرتجى..!!
ثمة فتاوى حين تتلقاها تحفز فيك السخرية.لأنها مؤسسة على تفكير اختزالي عقيم لا يلد إلا البلادة..!!
لا يمكن للفتوى أن تكون حلا لإشكالية ما، إذا كانت - هي نفسها - مشكلا عويصا.هنا تصبح المقولة الشهيرة: "من قال لا أدري فقد أفتى"، بداية النهاية لفتاوى ما أنزل بها الواقع من سلطان..!!
(2)
الفتوى نص ملتبس بالتأويلات.فإذا خضعت لتأويل واحد، واحتفت فقط بحقيقتها الأزلية، تصبح شرعيتها في مهب الأهواء.بالتالي تغدو بلا حرمة.ويستسهلها كل عاشق للإثارة ونتيجتها الشهرة..!!
هنا يكمن سر التناسل المخيف في إطلاق فتاوى تحمل على جبينها عبارة "ما لا تتم الإثارة إلا به فهو واجب".على وزن المقولة الفقهية الشهيرة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.".!!
وفق هذا التصور، أفتى ذلك الداعية الإسلامي بتحريم ملامسة النساء لبعض أنواع الخضراوات والفواكه (الموز - الخيار) التي تتخذ شكل العضو الذكري، لتفادي الإثارة أو الإغواء الجنسي..!!
(3)
تيمة الجنس تحضر بقوة داخل بنية الفتوى.بحيث يبدو الأمر وكأن (فقه النوازل) لا يتعاطى إلا مع النصف الأسفل للرجل والمرأة..!!
الجنس، بماهو فعل حيوي، يهيمن على الفتوى، بما هي فعل شرعي.والدعاة نفضوا أيديهم من كل ما هو مصيري، وخصصوا "اجتهاداتهم الفقهية" لملاحقة إغواء المرأة، والبحث عن حيثياث السرير..!!
ها هو داعية كبير أغمض اجتهاده عن مصائر العباد والبلاد، وتخصص في فتاوى الجنس.مرة يفتي بجواز معاشرة الزوج لزوجته الميتة.ومرة يفتي بجواز استمتاع المرأة بواسطة استعمال الجزر..!!
ولا ندري - حقيقة - كيف، ولماذا، تحولت الخضر والفواكه من (مواد غذائية) إلى (أدوات جنسية) في نوازل الإفتاء، أو الإفتاء النازل..!!؟؟
(4)
ثمة دعاة لا يرون في المرأة إلا "عورتها".مما يدفعهم إلى اختزالها في مجرد (عضو جنسي).فتجيء فتاواهم فاضحة لهذه العقلية العبقة بروائح المتعة، والمهووسة بالرغائب الإيروتيكية..!!
- أحدهم لم يتورع أبدا عن إطلاق فتوى تبيح تزويج بنت 9 سنوات.
- آخر أجاز ممارسة الجنس مع الدمى.
- ثالث جعل من المسلمين أضحوكة في العالم، بسبب فتوى "إرضاع الكبير"..!!
إنها فتاوى لا تكتفي بإثارة الامتعاض فحسب، بل تستدعي السخرية المريرة.وتستنفر تساؤلات غاضبة من قبيل:
- هل من الضروري أن يكون الداعية مستفزا للمشاعر الإنسانية..!!؟؟
- هل من الحتمي أن الفتوى لا تسمى فتوى إلا إذا انحازت إلى التطرف، وغرقت - حتى الأذقان - في غياهب الجهل والخرافة والتخلف..!!؟؟
(5)
لم تعد الفتاوى مقتصرة فقط على الدعاة أو الفقهاء.بل امتدت جاذبيتها إلى كل من يرى في نفسه القدرة القدرة على إبداء الرأي في الدين والدنيا..!!
ثمة في هذا السياق ناشطة كويتية دعت إلى سن قانون للجواري لإبعاد الرجال من الوقوع في الزنى.كما طالبت بتمكين المرأة غير المتزوجة، أو المطلقة، من شراء عبد لتتزوجه، على أن يدفع لها مهرا.وأهابت بالفقهاء أن يفتوا في هذا الشأن، لحل أزمة العنوسة في العالم العربي..!!