محمد العلالي: ظلت الإشاعة مخربة ومع التطور التكنولوجي صارت أكثر تدميرا

محمد العلالي: ظلت الإشاعة مخربة ومع التطور التكنولوجي صارت أكثر تدميرا محمد عبد الوهاب العلالي، أستاذ بالمعهد العالي للاعلام و الإتصال

تشتعل شبكات التواصل الاجتماعي بشلالات من الأخبار التي تضع المتتبع في حيرة مابين تصديقها و تكذيبها في زمن أصبحت للإشاعة دور مهم . جريدة "أنفاس بريس" تحاول أن تلقي الضوء على موضوع الإشاعة من خلال حوار مقتضب مع الدكتور محمد عبد الوهاب العلالي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام و الإتصال.

وفي هذا السياق، قال بأن للإشاعة حضور تاريخي عبر مراحل مختلفة من تاريخ البشرية، إذ كانت توظف من طرف الدول و الجماعات و الأفراد لأغراض إيديولوجية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها.

و أضاف أن تاريخ وسائل الإعلام يوضح دور الإشاعة الذي يكون أحيانا مخربا، وله تأثيرات مادية ومعنوية ملموسة على المجتمعات، مؤكدا أنها انتعشت على نحو كبير في المرحلة الراهنة لتطور وسائل التواصل الاجتماعي والميديا الجديدة. وأشار أنه كلما كان هناك شح في المعلومات من طرف المؤسسات و القنوات الرسمية لمد المجتمع ومختلف الفاعلين بالمعلومات الموثوقة ذات المصداقية، كلما غلب طابع التواصل الشفهي ليتم نقل المعلومة في شكل إشاعة حسب مصالح خاصة يتم تأويلها والتلاعب بالمعلومات حسب موقع ناشرها، وصالحه بما في ذلك تدخل ذاتي في إعادة إنتاجها وتوجيهها.

و تحدث الدكتور العلالي عن تأثير الجانب الاجتماعي - النفسي حين يتم تبني الإشاعة وتقاسمها على أساس التعبير عن موقف عدم الرضا على واقع معين أو التطلع إلى أن تكون هذه الإشاعة حقيقة. وهنا تتم إعادة نشر الإشاعة في قالب ينسجم مع ناشرها وبعبر نسبيا عنه.

و شدد الدكتور العلالي على أن دور التربية الإعلامية في مجتمع المعرفة و المعلومات حاسم في مواجهة هذه الظاهرة، والحد من الآثار السلبية لتداول المعلومة أو الإشاعة التي تأخذ شكل خبر غير كامل، أي خبر كاذب دون التحقق من صحته ومصداقيته. مما قد يسبب قذفا و مسا بمصالح الآخرين و كرامتهم وخصوصيتهم حين يتعلق الأمر بمجموعات اجتماعية مختلفة. وقد يصل الأمر إلى الإضرار بمصالح اقتصادية أو سياسية لبعض الجهات..

وطالب الأستاذ العلالي بحاجة بلادنا إلى وضع استراتيجية للتربية الإعلامية، أو ما يعرف بمحو الأمية الإعلامية، تنطلق من مستوى التعليم الإبتدائي إلى الجامعي لاكتساب المعرفة النقدية للتعامل مع وسائل الإعلام الحديثة، و تدبير مضامينها للحد من ترويج الأخبار الكاذبة و الإشاعات، وخطابات العنف والكراهية؛ خدمة للفرد والمجتمع.