د. بوجمعة ماهر: الاحزاب السياسية على المجهر في الخطاب السياسي

د. بوجمعة ماهر: الاحزاب السياسية على المجهر في الخطاب السياسي د. بوجمعة ماهر
المشروع الاقتصادي والاجتماعي في الخطاب السياسي لصاحب الجلالة محمد السادس في الذكرى 19 لاعتلائه سدة الحكم ما يقارب العقدين، يعد محطة تاريخية لإزالة الستار عن صمت لم يعد قادرًا على الاستمرار في ظل اختلاسات وتجاوزات للتعليمات الملكية لانجاح مبادرة التنمية والجهوية الموسعة.
الخطاب الملكي في بدايته لم يقتصر فقط على نبش عبارات الود ونعمة الوحدة والعهد المتبادل والحصن المنيع،بل تجاوز ذالك الى حد إثبات العلاقة المتواجدة والمتبادلة بين ملك وشعبه الى حدود تصور شمولي لبيت مشترك يجب الاحتفاظ عليه وعلى تقدمه وصيانته،،،
خطاب الجالس على العرش يعتبر نقلة نوعية من اجل التغيير والإصلاح و التقدم وتجاوز التحديات،،،
خطاب من النوع الثقيل لسحب البساط من تحت دعاة السلبيات ومستغليها  في الاختلالات و التطاول على أمن المغرب واستقراره،،،
جاء بخطاب واضح وشمولي،ولَم يكن متحديا بقدر ما كان متجليا ومتجاوبا لما يتطلبه الظرف الراهن الذي يعيشه المواطن المغربي في وقت تتعالى فيه التجاوزات والخلافات ،مؤكدا على العمل الجماعي المشترك محليا ووطنيا كما هو الشأن بين الحكومة ومكوناتها الحزبية،،،،
الخطاب نفسه لم يقتصر على دق طبول الأحزاب السياسية كانت أغلبية أو معارضة ،بل انساق داخل نفق أعمق لتعرية مفعول المبادرة الملكية وطرق واساليب  تنفيذ المشاريع التنموية والاقتصادية وأسباب التجاوز في تنفيذها ،،،
على نفس الايقاع لم يتوقف الى الحديث عن الدعم والحماية الاجتماعية و إعطاء دفعة قوية لبرامج التمدرس  وتخفيف تكاليفه بل  تجاوز الى الحديث عن المبادرة الوطنية للنهوض بالتنمية البشرية والاهتمام بالثروة البشرية وتعزيزها بالرأسمال البشري وهذا لا يمكن حسب الجالس على العرش الا بتصحيح الاختلالات في مجال الصحة وضعف التدبير،،،
الخطاب الملكي لم يستسلم أيضا في توجيه سهامه الى الأحزاب السياسية بدعوى تجديد الهيكلة السياسية وضرورة استقطاب نخب جديدة قادرة على تعبئة وجوه جديدة قادرة على الانخراط المتواصل في العمل السياسي بغية تغيير اليات التعامل و التفاعل مع الحدث والظرف السياسي لتجنب الافات في الوقت الحاضر والتنبه لأحداث الغد،،،،
كما أكد جلالته على ظرورة انخراط الشباب المغربي في العمل السياسي بغية منه تحقيق الصدارة لكشف مشاكل ومتطلبات شباب الْيَوْمَ بمختلف درجات الهرم السياسي والاجتماعي والثقافي،،،،،
الملك محمد السادس كان خطابه واضحا وجليا وموجها مباشرة الى الأحزاب السياسية أغلبية او معارضة لزعزعة الأسلوب السياسي المتماشي عليه حاليا داخل الأحزاب ،رغبة منه اعادة خارطة الطريق السياسي الى نقلة جديدة من اجل خلق نخبة سياسية ،حية وديناميكية ومدركة لمتطلبات الشعب المغربي واجتناب وتخفيف ما يعيشه من نقص وتقصير في تدبير الشأن العام محليا ووطنيا ،وان يصوغ لنفسه قابلية الحس الوطني ومسؤولية تنزيل مشروع الإصلاحات الدستورية وتعميق مبدأ الجهوية الموسعة التي طالما ألح عليهاالخطاب الملكي في غير مناسبة.