مومر: موسم سيدي الغليمي بسطات عروض فلكلورية دون حمولة ثقافية علمية حقيقية

مومر: موسم سيدي الغليمي بسطات عروض فلكلورية دون حمولة ثقافية علمية حقيقية من العروض الفلكلورية للموسم

على هامش الدورة 13 لموسم سيدي الغليمي بسطات المنظم هذه السنة تحت شعار الفروسية موروث ثقافي ومفخرة الشاوية، التقت جريدة "أنفاس بريس" بعبد المجيد مومر الزيراوي، الشاعر والكاتب ابن المنطقة ورئيس تيار اولاد الشعب. وأجرت معه الحوار التالي:

 كيف تنظر إلى تنظيم الموسم في السياق الحالي الذي تطبعه المقاطعة والاحتباس السياسي العام؟

**بالنسبة لنا فتنظيم هذا الموسم يمكن إدراجه ضمن فعل التنشيط الفولكلوري الذي يبقى لساكنة مدينة سطات حرية حضوره من عدمها، أما  فعل المقاطعة فيرتبط أولا و أخيرا بالحملة السلمية لعقلنة الأسعار و حماية القدرة الشرائية للمواطنات و المواطنين و ليس بمقاطعة المهرجانات الترفيهية. إلاَّ أن المتتبع للشأن العام المحلي بمدينة سطات سيكتشف عند سماع تصريحات السيد عبد الرحمان العزيزي (رئيس المجلس الجماعي من حزب العدالة والتنمية) أنه قدم تبريرات واهية حول تنظيم هذه العروض الفولكلورية دون حمولة ثقافية و علمية حقيقية. فرئيس المجلس الجماعي يقول  أنه يحاول خلق فضاءات ترفيهية للساكنة خاصة سكان الأحياء الشعبية والفقيرة من اجل الترويح عن نفسها وإسعاد أبنائها خاصة أنها تعاني قلة ذات اليد علاوة على تنشيط النسيج السياحي والذروة الاقتصادية للمدينة وإخراجها من ركودها. و هذا التصريح إن دل على شيء فإنه يدل على الفشل الذريع للمجلس الجماعي بمدينة سطات في إحقاق مخطط تنمية حقيقية قادرة على توفير فرص عمل دائمة لشباب الأسر الفقيرة بمدينة سطات، إننا أمام تصريح يمكن تلخيصه في عبارة: كيف تحقق التنمية السياحية و الترفيهية في ثلاثة أو أربعة أيام دون مخطط عقلاني شامل؟! ثم نتحول إلى السؤال الحقيقي ماذا سيفعل السطاتيات و السطاتيون فيما تبقى من 362 يوما من السنة؟!

ماهي الفائدة التي ينتظرها في نظرك الفلاح بالشاوية من"الموسم" وهل ثمة مقارنة بين "موسم" اليوم و "موسم" الأمس؟ أين هو الجانب الديني الصوفي الذي كان يشكل الإحتفال بالموسم لحظة شكر لله على نعمه وعطاءه ؟

**صحيح أن تنظيم الموسم ارتبط منذ بداياته بالفلاح الشاوي و محطة حصاد الغلة السنوي و حينها كان الموسم يشكل ملتقى الفلاحين بإقليم سطات الذي كان يضم معظم قبائل الشاوية بما فيها لمذاكرة و أولاد حريز. أما اليوم فالسيد رئيس المجلس الجماعي من خلال تصريحه الإعلامي فهو لا يربط الموسم بالفلاح الشاوي بمفهومه العام بل يتحدث عن الفارس و الفرس، و لعلكم تدركون أن معرض الفرس الذي يعتبر واجهة وطنية و دولية للتعريف بالفرس المغربي و فرسانه يتم تنظيمه بإقليم الجديدة كما أن مهرجان الحبوب يتم تنظيمه بإقليم برشيد. وبالتالي فإن المجلس الجماعي لمدينة سطات فشل في ضمان مكانة قوية لمدينة سطات في خريطة المهرجانات الفلاحية. و لولا المجهودات الذاتية الجبارة للفلاحين بقبائل بني مسكين في المحافظة على سلالة الصردي لفقدت مدينة سطات مكانتها الفلاحية في خريطة المهرجانات بصفة شاملة.

أما الحديث عن الجانب الديني و العلمي في التعريف بالعالم الفارس الولي الصالح سيدي الغليمي فنجده منعدما في البرنامج الذي وضعه رئيس المجلس الجماعي، و هذا ما يدفعنا للتنبيه على أن تنظيم هذا المهرجان لا يحمل أية حمولة ثقافية أو علمية تستطيع إماطة اللثام عن الجانب التعبدي للولي سيدي الغليمي، فقط هو الموروث الشفهي الذي يحتفظ لنا ببعض من سيرته و أبعاده التصوفية بل حتى اسمه وقع الاختلاف فيه بين اللام و النون.

 و قد يجوز لنا طرح التساؤل عن دوافع هذا التقصير من طرف السيد رئيس المجلس الجماعي الحالي في دعم الأبحاث العلمية حول سيرة أحد أعلام مدينة سطات مع الاقتصار فقط على ربط اسمه بنشاط ترفيهي فولكلوري و تجريد الموسم من أبعاده الروحانية الصوفية.

 و وفق منظورنا الحداثي الشعبي نعتقد بأن الأمر ربما له علاقة  بالثقافة الدينية للحزب الذي ينتمي إليه رئيس المجلس الجماعي لمدينة سطات و التي تتبنى في بعض الأحيان قراءات و تأويلات لها توجهات متشددة  مع بعض أشكال التدين الشعبي.

ألا تعتقد بأن كلفة الموسم كان يمكن توظيفها في معالجة معضلات آنية يتخبط فيها الفلاح كمشكلة إنتاج الحليب ومشكلة الحشرة القرمزية إلخ؟

**إن فاقد الشيء لا و لن يعطيه، هذه الجملة البليغة تلخص كل شيء. فكيف لمن لم يستطع التدخل لإنقاذ مئات الأسر التي فقدت أموالها التي تناهز الخمسين مليار فيما يعرف بفضيحة ودادية بدر السكنية المجاورة لفضاء المهرجان و التي وقعت ضحية وداديات العقار بالمدينة دون أن يستطيع رئيس المجلس فتح تحقيق في التراخيص التي حصل عليها مكتب الودادية، كيف له أن يتضامن مع المعاناة التي يتخبط فيها الفلاح بالمنطقة المحيطة بسطات و التي تعتبر امتدادا لها؟!

 كما سبق أن أوضحنا نحن أمام حالة عجز المجلس الجماعي بالمدينة عن استعادة مدينة سطات لدورها الريادي كقاطرة لتنمية الإقليم، و تشكيل قطب صناعة فلاحية تساعد على امتصاص حجم البطالة و تخفف من تبعات الهجرة الداخلية نحو مركز الإقليم. و بالتالي فإن مشاكل الفلاحين الصغار بالمراكز و المداشر و الدواوير المحيطة بمدينة سطات يتنصل منها المجلس الجماعي لمدينة سطات لأنه لا يملك رؤية تدبيرية متطورة تستوعب مستجدات الحكامة المحلية وتنطلق من العمل الجماعي التضامني بين المجالس المنتخبة على اعتبار أنه لا يمكن عزل مدينة سطات عن محيطها القروي، كما يجب الإنتباه إلى أنه في ظل غياب المعالجات الاستباقية بين الجهات المعنية تصبح مدينة سطات أمام منسوب هجرة مرتفعة تزيد من حدة المشاكل التي تتخبط فيها المدينة. و من باب الإنصاف لا يجوز هنا تحميل وزر المسؤولية فقط للمجلس الجماعي بمدينة سطات بل المسؤولية مشتركة مع باقي المعنيين بالأمر.