هنا لابد من التذكير أن أسباب نزول الائتلاف المغربي للهيئات الحقوقية ، هو الحراك الفبرايري ، والذي بادر المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف ، بواسطة نداء ثاني فبراير 2011 ، إلى الدعوة لتأسيسه لكي يتولى مهمة تأطير الشباب ومرافقتهم قانونيا وحقوقيا وإنسانيا ، بتبني مقاربة سلمية حضارية في التظاهر وكافة أشكال التعبير، والآن وبعد استنفاذ هذه المهمة ، كان من المفترض الانتقال من حماية الشباب الفبرايري إلى خلق حزام مدني لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان وتحصين المكتسبات ضدا على ردة وانكاسة ، فحتى الميثاق الوطني لحقوق الإنسان ، الذي تم تحيينه ،منذ سنة ، لم يأخذ حقه في النقاش العمومي ، لذلك وجب إعادة هيكلة الائتلاف وتوسيع قاعدته بالانفتاح على مكونات حقوقية أخرى ، يكون الضابط فيها « لكل حسب كفاءته وعطائه » وليس « لكل حسب شهرته وقدمه » ، وتبلور فيه القرارات بالتوافق أو الإجماع ، ودون أن ينشغل بالمواقف والقضايا المختلف حولها أصليا، وبمعنى صريح ، ينبغي أن يكون الإئتلاف منبرا للقضايا العظمى التي لا تجد لها موقعا في جدول وخطط الجمعيات ، وتحتاج إلى تظافر جهود الجميع للضغط وانتزاع مؤطر بتفكير جماعي ،فلا ينبغي أن يكون الإئتلاف مجرد « جمعية » بمكونات جمعوية اعتبارية .
وإذا كان لابد من خلاصة ، فالاختلاف في وضوح أفضل من الإتفاق في غموض ، ولتكن لنا الجرأة لاعتماد النقد والنقد الذاتي بعيدا عن الحزازات الذاتية ، لقد اتخمتنا التجارب السابقة في العمل الجماهيري ، ومثال الاتحاد الوطني لطلبة ساطع في سماء الذاكرة الموؤودة ، حيث كان سبب الفشل هو المواقع والمناصب وعدم الحسم في علاقة السياسي بالفكري والنقابي والديني والاجتماعي حتى . ومن حسن حظنا أن الفعل الحقوقي لم يعد يصلح للاحتكار ولا حتى للاستعمال أوراق الضغط الحزبية ، وصدق من قال « البحر بجوارنا ولا نقدر على الاستجمام والاستحمام فيه » ، وكذلك من قال « رغم وفرة المياه ، نعيش استحالة الوضوء » ، هي كلها معاني مستنبطة من أغنية « الماء يجري قدامي » للفنانة القديرة بهيجة إدريس « كنموت وهوا حدايا » ، فاللهم حد الباس و كل التضامن مع ضحايا « خيرات » الفيضانات وتضخم الخطاب وحربائية الذكاء اللفظي.