فمِن أخلاق الإسلام، وصنائع المعروف: الصلحُ بين الناس إذا تقاطعوا، والصلح بين الناس إذا تهاجروا، وقطع أسباب الضغائن والشحناء، وقطع أسباب الفتن والبغضاء، فإنها من أعظم الأمور المقربة إلى الله جل وعلا. فتصالح القوم بينهم. والإصلاح: نقيض الإفساد وإصلاح ذات البين إزالة أسباب الخصام والنزاع، بالتّسامح والعفو، أو بالتّراضي. وما أحوج مغاربة العالم اليوم إلى هذه الخصلة الحميدة، وإلى هذا الخلق العظيم، في زمن كثرت فيه الصراعات والنزاعات، والهجر والقطيعة، فلم يسلم منها حتى الشهم والمتسامح. إن إطلاقي حملة سامحتك فسامحني فليس الهدف منها البحث عن الزعامة أو الإنفراد بالمبادرة بل هي حملة نساهم فيها كل من مجاله ومحيطه لأن أجمل مافي الدنيا هي أن تصفى النفوس وتنقى القلوب من الشحناء. إن لنا قلب واحد بلا إختلاف ولانزاع تافه بل الإختلاف هو ظاهرة صحية حول المواضيع المهمة وحول انتظاراتنا المستقبلية من خلال طرح البدائل وليس الهجوم على الأشخاص لأننا مسؤولون على رسم البسمة على كل الوجوه. الغد الرائع والمستقبل الزاهر ينتظرنا وينتظر كل الأجيال بلحمة واحدة ولن تجد الطفيليات أي مكان بيننا لتشتيتنا والإستفادة من هذا الشتات. من السهل الجلوس وراء الحاسوب وإطلاق الإتهامات يمينا ويسارا دون الإحتكاك مع الواقع والتواصل مع الجميع حتى الذين ترفض الحديث معهم. النقد جميل ومفيد لكن حذاري من القيام به دون الإطلاع على القوانين والمساطر والإعتماد على الحجج وليس على سماع الإشاعات لأنه لن يصبح نقدا بل يدخل في إطار تكرار مايقال وهنا تصبح من فصيلة طير الببغاء. لنضع حدا لحملات مشبوهة هدفها تصفية حسابات أو الإحتجاج على ريع أو إمتياز تم حرمان المستفيدين منه وهؤلاء يفتحون كل الجبهات من أجل الضغط والإبتزاز. لنساهم في خلق مناخ أخوي وعملي بين مغاربة العالم ونرى المستقبل بعيوننا وليس بعين واحدة ونضع إختلافاتنا التافهة جانبا ويكون شعارنا سامحتك فسامحني.