"علال" نموذج المواطن الغريب السائح على جناح "كارفان" الوطن..

"علال" نموذج المواطن الغريب السائح على جناح "كارفان" الوطن.. أنا والغربة عايش جوال

"أنا والغربة عايش جوال" هي قصة علال ترويها سيرته بجماعة السوالم، تلك المنطقة بأرض دكالة التي خلقت نقاشا "كونيا" يوم تم الترويج لثروة غني السوالم "مول خزنة 17 منيار". السوالم تلك البقعة التي أنجبت فنان الوتر "السويلمي" الذي قال في مطلع أغنيته الشهيرة يوم اعتقال الملايري رئيس الجماعة، "عندو لفلوس عندو لملاير دايرهم في دارو / عندو لفلوس ومعشي بحولي وجارو والو". حيث دق ناقوس الخطر منبها بسخرية مقطعه الغنائي الذي نقل صورة القهر والظلم والتسلط واستغلال النفوذ بالسوالم.

صورة هذا الرجل/ علال ومركبته التي أبدع في صناعتها، تحكي الألسن بالسوالم أنه هجر أسرته سائحا وهائما على وجه البسيطة، صنع لنفسه بيت الرحيل السياحي "كارفان غربة الوطن"، نكاية في وزارة المالية ومصلحة الضرائب التي يتملص من أدائها علية القوم، وتستفرد فواتيرها بضعفاء وبسطاء الوطن.

"كان علال يربط صدره بحزام، ويقوم بدور الدابة في جر كارفان غربة الوطن"، يقول أحد ملاكي طاكسي الأجرة الرابط بين البئر الجديد وبرشيد، لجريدة " أنفاس بريس". وأضاف موضحا "لقد قرر مؤخرا بعد أن حصل على مبلغ مالي، أن يشتري حمارا لهذه المهمة".

علال يتجول في شوارع السوالم، ويسافر إلى برشيد تم يشد الرحال صوب شاطئ سيدي رحال ومنطقة لحويرة بالمهارزة الساحل، ينام بجانب البحر والغابة وعلى حافة الطريق، يمارس كل تفاصيل حياته بحرية، ويحيا ويعيش بشكل عادي داخل "كارفان غربة الوطن"، ينظف.. يكنس.. ينام.. يستيقظ.. يطبخ يقضي حاجته الطبيعية بشكل طبيعي.

هكذا قرر علال أن يمارس انتفاضته ضد الاستسلام للتكاليف الباهظة لتعليم الأبناء وقلة الحيلة لعلاج أمراضهم، وتلبية متطلبات الأعياد والعطل، وتراخيص البناء وفواتير الماء والكهرباء وضرائب النظافة وغلاء المحروقات، وارتفاع سعر التأمينات، وأن يثور ضد نظام السير والجولان.

 لقد مارس المقاطعة ضد بشاعة استغلال المنصب الإداري والترابي، واختار رحيل الغربة على متن "كارفان الوطن" رافضا الامتثال لواقع الحياة.