محمد المرابط: حراك الريف ،من ظلال الجمهوريين، إلى ظلال جماعة العدل والإحسان!

محمد المرابط: حراك الريف ،من ظلال الجمهوريين، إلى ظلال جماعة العدل والإحسان! محمد المرابط
حراك الريف على صعيد تمثلات فعله بالداخل والخارج يغري باستنطاق جديده - ضمن رؤية جامعة تتلمس أفق الحل السياسي-من خلال المستويات التالية:
1-في الدياسبورا يعرف الحراك،تناقضات بين الجمهوريين والديموقراطيين، كمسيرة انتويربن في 16يونيو 2018،ومسيرة باريس لفدرالية فرنسا في 23 منه.أو مسيرة روتردام التي دعا إليها بوجيبار باسم الجمهوريين في30 يونيو،فقاطعتها مجموعة يوبا الغديوي،أو على صعيد المدينة الواحدة كمسيرتي برشلونة في 21 يوليوز2018،و29 منه.وداخل الصف الجمهوري يضعنا بوجيبار بين من يسميهم بالجمهوريين المخزنيين ويمثلهم يوبا الغديوي،وبين الجمهوريين الأحرار الذين يمثلهم تياره.وبهذا يكون الجمهوريون في أوروبا قد انقسموا إلى مجموعات فصائل.وفي ظل هذا الانقسام يقترب الأستاذ البوشتاوي من بوجيبار ويبتعد عن تيار يوبا الذي سبق أن خونه.وهذا التموقع للبوشتاوي،إذا استحضرنا معه،دفاعه عن زعامة تلميذه ناصر الزفزافي،وتبريره لما كان يلقنه من شعارات "العياشة"،و"الدكاكين السياسية"،و"الجمعيات الاسترزاقيةالممخزنة"،ودعوته للتضحية لمواجهة الأحكام على المعتقلين بالاحتجاجات،يبين أنه لو قدر لناصر الزفزافي الهروب إلى مليلية،لكان شيئا آخر.لكن كلمة "لو" لامحل لها من الإعراب في التاريخ،وهذا يرفع عنه بعض الحرج.
2-في الداخل،هناك مخاض إيجابي، فالمبادرات المدنية تتعزز بالتنسيق،ويتوسع مدى فعلها.والمكونات الحزبية أطرت الرفض المجتمعي للأحكام في مسيرتي الدار البيضاء في 8 يوليوز 2018 ، والرباط في 15منه.فقط ننبه إلى مخاطر التقاطب بين الديموقراطيين وجماعة العدل والإحسان،على ملف المعتقلين.وبالمناسبة يهمني أن ألمس أن هذه الجماعة اليوم،ليست هي التي كنت أساجلها في تسعينيات القرن الماضي.والأستاذ عبادي كورياغلي يعرف بلا شك تعقيدات ملف الحراك،وأتمنى عليه أن يحسب خطوات الجماعة جيدا حتى لا تنزلق إلى أن تلعب في الداخل نفس دور الجمهوريين في الخارج.فمحطة استئناف الأحكام لا أود أن ترخي عليها ظلال الجماعة،كما ارخت ظلال الجمهوريين على المحطة الابتدائية.
وفي ظل هذه المبادرات، يطل علينا حزب الاستقلال بنيته الاعتذار المشروط بإجراء "تحقيق" في التاريخ عن دوره في أحداث الريف بداية الاستقلال.وبصرف النظر عن "قيمة" هذه النية المشروطة،فالريف الآن ينتظر مساهمة حزب الاستقلال،سواء من داخل البرلمان(المبادرة التشريعية) أو المجتمع (المبادرات المدنية) لوضع حد لمعاناة عائلات المعتقلين،وجبر الضرر بالمنطقة،وننتظر موقفه من ذلك.أما ترحيل هذه النية إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فإن هذه المؤسسة الحقوقية لا تملك هذا "التحقيق"التاريخي.لكن الدور السلبي لحزب الاستقلال في أحداث الريف بلغ حد الاستفاضة،لدرجة لا نحتاج معه إلى تحقيق.فقط على الأستاذ بركة التوكل على الله في تقديم الاعتذار،ثم المرور الفوري لما يجب عمله للتسوية السياسية لملف الحراك.
3-بقي على مستوى الداخلي أن أقف على أداء شخصيتين ريفيتين :
الأولى فتتمثل في الدكتور عبد الوهاب تدموري،المنسق العام لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب،وقد مر في برنامج "ساعة للإقناع" الذي أطره الفاعل الحقوقي عبد المجيد الحقوني،بمعية الأستاذين أحمد الهايج ومصطفى المنوزي على قناة "ريفيزيون"،في 12 يوليوز 2018حول"الوضع الحقوقي بالمغرب ،وحراك الريف"،حيث وضح علاقة المنتدى ب"البام" فنفاها،بل وأبان عن قطيعة الاختيارات بينه وبين رموز "البام"،في مطلع العهد الجديد،قبل وجود هذا الحزب.كما وضح علاقة المنتدى بالحراك فأثبتها.وطبعا فهي علاقة معروفة على الأقل من خلال مجموعة من معتقلي عكاشة المنتمين للمنتدى.لكن هذا الإقرار الرسمي يضعنا أمام قيادة الحراك الموزعة بين ناصر الزفزافي المحسوب على الرهان السياسي للبوشتاوي،والذي ينهل من الفوضوية السياسية التي تخدم الأفق الجمهوري،والذي سبق ان اعتبر أن الزفزافي "جابو الله"،وبين المجاوي وجلول(..)المحسوبين على المنتدى.ولعل هذه الخريطة تفسر خلفية الفيتو على التدموري من الدخول لسجن عكاشة للحوار مع المعتقلين.ونتمى على المجلس الوطني لحقوق الإنسان الإمساك بملف رعاية الوساطة المجتمعية على أرضية موثق التعاقدات الواضحة.
أما الشخصية الثانية،فتتمثل في اعزي أحمد الزفزافي رئيس جمعية تافرا للوفاء والتضامن،وقد قام في مسيرة الرباط خطيبا.فالبرغم من نصحي المتكرر له بالابتعاد عن هاجس نسج "المناقب" لناصر،أصر على حياكة تماثلات بين ناصر ومولاي موحند،وهي غير دقيقة وبدون جدوى،باعتبار أنه لا قياس مع الفارق.وقد سبق أن استفاض في جانب منها سعيد ختور من هولاندا،وهي تعبر عن خلل معين بهذا التعسف على التاريخ،واستغفال المتلقي.اعزي أحمد الآن يمثل جميع عائلات المعتقلين،ويجب أن يحسن استثمار التضامن الشعبي من أجل أفق واضح لملف الحراك. وعليه أن يدبر تحركاته بثقافة تشاركية سواء مع أعضاء جمعيته أو المبادرات المدنية، فالمرحلة تستوجب مقاربة مغايرة لتجاوز مجمل الأخطاء السابقة.فهل يصغي هذه المرة؟
محمد المرابط