فريدي: مهرجان "أصيل" حقل للإبداع في طقوس اللعب بالبارود على صهوة الخيول الأصيلة

فريدي: مهرجان "أصيل" حقل للإبداع في طقوس اللعب بالبارود على صهوة الخيول الأصيلة فريدي مدير المهرجان رفقة الزوزي ...مع العلام صليح

ظل مهرجان المهارزة الساحل وفيا لفن التبوريدة ولسربات علامة الخيل الذين شاركوا منذ النسخة الأولى، وأكدت إدارة المهرجان لجريدة "أنفاس بريس" أنها فتحت الباب أمام سربات جديدة لها سيط كبير على المستوى الوطني في النسخة الثالثة لمهرجان "أصيل" الذي يساءل التراث "التقاليد لا تكفي". في هذا السياق نقدم للقراء الحوار الذي أجرته الجريدة مع مدير مهرجان "أصيل"  الفاعل الجمعوي حميد فريدي.

++ بصفتكم مديرا لمهرجان أصيل راكمتم عدة نسخ وتجارب احتفاء بالتراث في شقه المتعلق بفن التبوريدة سواء بمهرجان البئر الجديد أو المهارزة الساحل، ما هي القيمة المضافة في النسخة الثالثة لمهرجان أصيل؟

كل سنة نبدع إضافة تضفي لمسة جميلة، وتعطي نفحة جديدة لجاذبية المهرجان، مع العلم أن كل مجهوداتنا تنصب على تحقيق ثلاثة ركائز لإنجاحه. أولها الجانب التنظيمي الذي نشتغل عليه بإرادة وإصرار، لتحقيق بصمة التميز، وبصمة الجودة بمستوى عالي على جميع المستويات التنظيمية، لتحقيق هدف التنافسية وضمان الفرجة العالية في لعب البارود وطقوس الركوب، بين كل سربات فرسان الخيل. أما الركيزة الثانية فهي المتعلقة بنوعية مقاديم/ السربات المشاركة في المهرجان، حيث نركز كذلك على أجود سربات الخيل وطنيا وتمثيلية مختلف جهات وأقاليم المملكة لضمان التنوع والخصوصية في تراث المجالات الجغرافية، بالإضافة إلى الفرجة المتميزة التي تكشف عن كنوز تراث الخيل والبارود والألبسة والأسنحة. وبخصوص الركيزة الثالثة التي يتميز بها مهرجان "أصيل" بجماعة المهارزة الساحل فترتبط بالجانب الثقافي المتعلق بثقافة فن التبوريدة والوعي بمستلزماتها وشروطها لتحقيق عملية الارتقاء بهذا الموروث الثقافي الشعبي الذي يعشقه المغاربة قاطبة، أي ضرورة الاهتمام بكل ما هو أصيل سواء على مستوى اللعب بالبارود ، أو على مستوى نوعية الخيول لأننا نعتقد أننا نسير في اتجاه تكريس حضور ثلاثة أنواع من الخيول فقط في فن التبوريدة بفضاء "أصيل". وهذا هو مستقبل التبوريدة في المغرب.

++ إذا هدف مهرجان "أصيل" هو رد الاعتبار لتراث الفروسية التقليدية، وإحياء جميع عادات وشروط ممارسة فن التبوريدة، بما فيها طريقة اللعب بالبارود وطقوس الركوب فوق صهوة الخيول ؟

أكيد هذا هو هدف مهرجان "أصيل" الذي نسائل من خلاله موروثنا الثقافي الشعبي، فنحن كمهتمين بفن التبوريدة نسائل فعلا التراث المادي واللامادي، لذلك قلنا في الشعار بأن "التقاليد لا تكفي"، ونبحث في تراث الفروسية في أفق أن نحيا ونعيش بروح البدايات وروح هوية وذاكرة التبوريدة المغربية، لا نريد أن نكرس فقط النمطية في التبوريدة وإتقان بعض الحركات لنحصل على النقط مثلا في (التدريجة /الرفعة / العدو / الطلقة المثالية... واللباس المتميز ...) لا أبدا، نحن ضد هذا المنطق النمطي نسير ضد تياره، نحن نريد أن نحافظ على أصالة اللعب وخصوصيته في كل جهة بعد أن تحول فضاء التبوريدة بالمهارزة الساحل إلى حقل للإبداع في مجال طقوس اللعب بالبارود على صهوة الخيول الأصيلة.

++ هل تؤكدون بأن الفرجة مضمونة في مهرجان "أصيل" بتعدد خصوصيات روافد مجالات سربات الخيل المشاركة من مختلف جهات المملكة؟

هذا هو طموحنا، وهذا هو أفق اشتغالنا على تراث الفروسية في مهرجان "أصيل"، مرادنا هو أن نضمن تعدد طرق الركوب واختلاف أنواع ممارسة طقوس التبوريدة، لنؤكد على مغرب التعدد الثقافي، وفعلا ما ننتظره من مقاديم السربات هو الفرجة والإبداع والاتقان والمهارات النابعة من خصوصية كل منطقة يمثلها الفرسان ضيوف " أصيل". كما هو حال سربة لمقدم الجميل بن أبيه الذي أبدع وسط المحرك في طريقة الركوب والحركات والصيحة والندهة... هذا ما نريد أن نقدمه للجمهور، احترام التقاليد والعادات مع الإبداع في التميز عن باقي السربات. طبعا أن جميع علامة وفرسان السربات يبحثون عن التميز بطرقهم وابداعاتهم ومهاراتهم وهم كثر بمهرجان " أصيل" في نسخته الثالثة وهنا فليتنافس المتنافسون. لقد وجهنا الدعوة لعلامة وفرسان متميزين بجودتهم واتقانهم لفن التبوريدة، واحترامهم لشروط وطقوس الركوب، واحترامهم أيضا لتعاقداتهم مع إدارة مهرجان "أصيل" على جميع المستويات. لهذا نحن كشركاء وإدارة ملزمين بتوفير كل شروط ووسائل الراحة والاستقبال وتجهيز بنية المحرك وفضاء المهرجان، مقابل المحافظة على أصالة الفروسية وفن التبوريدة والمزيد في الاتقان والابداع في اللعب بالبارود. لأن المتعة في البارود هي الفرجة واستحضار التاريخ والذاكرة وتجسيد قيم الشجاعة والإقدام وإبراز المهارات.

++ ما هي انتظاراتكم كإدارة مهرجان "أصيل" من سربات الخيل المشاركة في النسخة الثالثة؟

فضاء المهرجان هو فضاء لإعادة تقديم كل ما هو أصيل في تراثنا احتراما لروح الابداع  عند الفارس المغربي، التراث هو تراكم وإبداع الأجداد في الماضي، لذلك نحاول أن نمارسه بنفس جديد لنبدع فيه في الحاضر، ونقدمه بصيغة رائعة للمستقبل. أعتقد أننا أضعنا الكثير من المهارات والحركات الجميلة في اللعب بالبارود، بفعل البحث عن الطلقة المثالية التي افقدتنا روح القتالية في فن التبوريدة، لذلك نحن نحاول أن نكرس حرية اللعب والابداع في مهارات الركوب في مهرجان "أصيل" ونعطي الفرصة للفرسان للكشف عن مهاراتهم دون قيد لضمان فرجة التلقي لدى الجمهور المتعطش للفرجة الحقيقية.

++ هل تحظى سلالة الخيول الأصيلة باهتمام في أجندة فضاء مهرجان "أصيل"؟

من المؤكد أن هناك ثلاثة أنواع من الخيول في المغرب، والتي تنعت بصفة الأصيلة حيث تناسلت بالمغرب منذ 15 قرنا. هناك الخيول البربرية. ثم الخيول العربية البربرية. والخيول العربية الأصيلة، لذلك سنركز بمهرجان "أصيل" على تقديم هذا المنتوج الأصيل وتقديم فكرة عن هذه الأنواع الثلاثة للجمهور، ولزوار فضاء التبوريدة طيلة أيام المهرجان، حتى يتمكن من ثقافة أنواع سلالة الخيل الأصيلة، وتفسير الاختلاف بين هذه الأنواع الثلاثة من سلالة الخيول التي يعتمد عليها في فن التبوريدة دون غيرها. وتوضيح أن كل جواد يختلف في الأوصاف عن هذه السلالة فهو لا يمت للتبوريدة بصلة نهائيا. التبوريدة لا تمارس بخيول انجليزية . لذلك فمهرجان "أصيل" يبحث في التراث ومساءلته على مستوى فن التبوريدة في الشق المتعلق باللباس التقليدي والسروج والأسنحة والحركات وطقوس الركوب وكذلك على مستوى سلالة الخيول الاصيلة .

++ لماذا اخترتم شعار "التقاليد لا تكفي" للنخسة الثالثة لمهرجان "أصيل" للتبوريدة بالمهارزة الساحل؟

لأن التقاليد هي سجن من السجون الذهبية لكل مبدع، فهي في نفس الوقت تلهم الإنسان بالإبداع وقد تسجن الابداع. في مجال التبوريدة والفروسية في المغرب ليس كل ما هو تقليدي جميل، هناك بعض الممارسات المكتسبة والخاطئة عن طريق التقاليد في كيفية التعامل مع تسليح الخيول بلوازم الركوب (السرج واللجام والركبات...) ليس كل ما فيها جميل ويخضع للدقة ويأخذ بالاعتبار سلامة جسد الجواد وصحة أعضاءه، لذلك سنخصص فقرة للتوعية بخطورة اللجام وتأثيره على فم ولسان الجواد، (راديو المهرجان) لأن هناك أمور كثيرة يجب إعادة النظر فيها للمحافظة على سلامة الخيول، كل شعوب العالم أعادة النظر في طريقة الإمساك بلجام الحصان ونوعيته، إلا نحن تجد اللجام في عالم التبوريدة يؤثر بشكل بشع على صحة وسلامة الحصان ويحدث له ألما أفظع مما تخلفه جروح (الركبات والشوكة) في بطن الحصان. لذلك قررنا في المهرجان أن كل حصان تعرض لجروح في فمه أو بطنه سيتم اخراجه من حلبة التبوريدة للعلاج والراحة والإبعاد لأننا نريد أن نسائل التقاليد ونجعلها في خدمة الحصان والفارس. ونشيع الثقافة والوعي السليم لممارسة فن التبوريدة.

++ من هم شركاء النسخة الثالثة لمهرجان "أصيل"؟

بالطبع الشريك الأساسي لمهرجان "أصيل" هي وسائل ومنابر الإعلام التلفزيونية والورقية والإليكترونية لأننا ننتظر منهم الشيء الكثير على مستوى الدعم المعنوي، بالإضافة إلى الدعم المادي واللوجستيكي لجماعة المهارزة الساحل وجمعية مهرجان المهارزة الساحل كفاعل جمعوي، فضلا على أن هذه النسخة تعرف تنسيقا أكبر مع مصالح عمالة إقليم الجديدة والسلطات المحلية وبالخصوص بدائرة أزمو وقيادة منطقة المهارزة الساحل لغديرة.

++ ما هو مشروعكم المستقبلي بخصوص مهرجان "أصيل"؟ 

المشروع الأساسي اليوم هو التفكير بجدية في مأسسة المهرجان، لكي يتحول إلى مؤسسة قادرة على الخلق والابداع والتواصل والإشعاع، وتقديم التراث بصيغة جديدة تراعي خصوصيات مناطقنا الجهوية على مستوى الموروث الثقافي الشعبي في شقه المتعلق بالتبوريدة كثقافة بوعي جديد ومتجدد.