وفازت العدالة و التنمية ب125 من المقاعد البرلمانية ... و التزمت الدولة بنص الدستور ، وعين الملك بنكيران رئيسا للحكومة في وقت قياسي ، مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات . وكلف بنكيران بإعداد الأغلبية ، و العدة ، و لائحة الوزراء ... و هنا دخل المغرب عبر حزب العدالة و التنمية نفق الانتظار و التأويلات ، وصرنا ننتظر ... و بدل رفاق و إخوان بنكيران مصطلح "التحكم " – مع التحفظ على المفهوم – إلى مصطلح آخر أكثر هجانة " البلوكاج "... و بعد جولة بنكيران الأولى ، المرهونة بزهو و رعشة الفوز ، و التي وعد خلالها أغلبية الأحزاب بالالتحاق بالحكومة ..عاد إلى الخلف بعد زوال النشوة الانتخابية ،و التي اعتبرها حزب العدالة و التمنية غزوة ... فماذا وقع في المشهد السياسي ، وأمر الحكومة المنتظرة ، كانتظار البعض للمهدي المنتظر ، أو الآخرين " لغودو "... بعد تصدر العدالة و التنمية للانتخابات التشريعية في المغرب ؟ - هل كان بنكيران يرغب في الزبدة و في ثمنها ، حسب المثل الفرنسي Le beur et l'argent du beur ، من خلال احتواء مناصريه في الحكومة السابقة و المعارضة دفعة واحدة ، لإبقاء عدوه اللدود " حزب الأصالة و المعاصرة " وحيدا في حلبة المعارضة ، مع رفيقي منيب ؟.. - و هل كان لا يعلم أن الأحزاب الأخرى، و تحالفاتها ،و مواقعها ، ستطلب منه أكثر، كي تشاركه في كعكة ساقها له قدر المغاربة العازفين عن التصويت ؟ - وهل هو بالفعل يرهن مصير حكومته ، ويرهن المغرب ، بقرار حزب التجمع الوطني للأحرار الذي اعتمده سنة 2013 لتشكيل النسخة 2 لحكومته كعجلة احتياطية ؟ - و هل صار حزب التجمع الوطني للأحرار قويا لدرجة "بلوكاج " الحكومة بعد تولي عراب الاقتصاد الجديد أخنوش رئاسة الحزب ؟ - و هل تمة تناقض بين بين الأحرار و الاستقلال في حصد حقائب حكومة صارت مغلوبة على أمر تشكيلها ؟ - و هل سيصير حزب بنكيران أقلية في حكومة يترأسها بنفسه ؟ - و هل أحس المغاربة أصلا بالفراغ الحكومي ؟ أسئلة ووضعيات من شأنها أن تعيد عقارب الوضع السياسي بالمغرب إلى ناصية التفكير و الشك و التشكيك ...