في سابقة تعتبر الأولى من نوعها بايطاليا، قرر إمام مسجد "ترينو" بمدينة فرشيلي الموافقة على إقامة الصلاة بشكل مختلط بين النساء والرجال .
وجاء قرار الإمام، عمر علي مصري الجنسية، البالغ من العمر 35 سنة، بناءً على طلب نائب بلدية "ترينو" روبرطو روسي الذي كان قد فتح نقاشا في الموضوع إبان الحملة الانتخابية، حيت أكد أنه بعد زيارته للمسجد، لاحظ عدم توفره على الشروط الصحية والمجالية لممارسة الشعائر الدينية. مشيرا إلى وجود فوارق بين المكان المخصص للرجال، الذي يتوفر على نوافذ وتجهيزات، وبين المكان المخصص للنساء الذي هو عبارة عن مكان ضيق مغلق، غير صالح للعبادة، يسمح للنساء مشاهدة الإمام فقط عبر شاشة التلفاز، هذا الوضع حسب "روبرطو روسي" لا يتماشى مع القانون الايطالي، لذلك اشترط مقابل الحصول على رخصة المسجد، إلغاء الحائط الفاصل بين النساء والرجال وتمكين الجميع من الصلاة بشكل مختلط .
وقد وافق الإمام ومعه جمعية "الفردوس" التي تقوم بتسيير المسجد ، على شروط نائب رئيس البلدية دون أي نقاش يذكر. أو حتى إشراك أفراد الجالية المسلمة بالمنطقة والتي تقدر بحوالي 650 أغلبهم مغاربة، في إبداء رأيها.
وقد تم هذا الاتفاق الذي سيشرع العمل به ابتداء من أواخر شهر غشت ، بمباركة إمام مسجد مدينة "فلورانس" عز الدين الزير، رئيس اتحاد الجالية الإسلامية بايطاليا، حيث صرح لبعض وسائل الإعلام أن "هذا هو الطريق الصحيح، الفصل بين النساء والرجال في الصلاة لم يثبت عن سنة نبينا محمد، هي فقط نتيجة قراءة متطرفة للقرآن، أصبحت متجاوزة".
واجبنا، يضيف عز الدين الزير، كمسلمين إيطاليين، هو أن نسير في اتجاه إسلام عصري مندمج، فمرحبا بالنموذج الذي سيقره مسجد ترينو بمدينة فرشيلي".
بهذه العبارات ختم رئيس الجالية الإسلامية تصريحه، مزكيا بذلك الإتفاق الذي أُبرم بين البلدية والقائمين على شؤون المسجد، بشكل انفرادي دون استشارة أهل العلم، ودون أي نقاش فقهي شرعي أو إعارة أ ي اعتبار للجالية المسلمة التي بفضل مساهماتها وتبرعاتها تستمر هذه المساجد.
فهل ستستيقظ الجالية المسلمة من سباتها العميق لتكون فاعلة مساهمة في قرارات تهم مستقبلها؟ أم أنها ستبقى مكتفية بدور سلبي يسمح للعابثين بالشأن الديني مرتزقة المساجد، بالعبث أكثر بمستقبلها ومستقبل أبنائها.