منذ يومين يعيش المواطن العربي أجمل لحظات حياته ويمتع عيناه بمشاهدة الحرائق تشتعل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحرق الأخضر واليابس، تلك العيون التي لطالما رحلت إلي القدس تحمل في نظراتها اشتياق القلب لتلك البقعة الطاهرة من الأرض، احترقت تلك الأراضي بعد أيام معدودة من منع الكيان الإسرائيلي للآذان في تلك المناطق التي يحتلها، وسواء كانت تلك الحرائق بسبب ذلك أو غير ذلك المهم أنها ما زالت مستمرة وما زالت ألهبة النار تنتشر بوتيرة متسارعة في تلك الأراضي وفي ذلك الحدث عدة رسائل لعل أهمها:
أولا: أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يبيد ذلك الجسم المشبوه "إسرائيل" في رمشة عين وأن جند الله لا ينتصر عليه أحد، وأن للبيت ربا يحميه.
ثانيا: أن تلك الحرائق أثلجت صدور كافة أبناء الشعوب العربية وأطفأت نار غضبهم واشتياقهم لتحرير تلك الأرض ويظهر ذلك جليا في صفحات الفيس بوك ومواقع اليوتيوب والشوارع والميادين العامة، وما لامسته من مشاعر جياشة في الشارع المغربي يعتبر دليلا واقعيا على تلك المشاعر.. فهنا في المغرب منذ أول أمس وحتى اللحظة والحريق حديث العامة وعلامات الفرحة تشكل ملامح وجوههم.
ثالثا: هذه الحرائق أثبتت حقارة المجتمع الدولي وسياسة الكيل بمكيالين، فلا روسيا البوتينية حريصة على أمن وسلامة سوريا ولا تركيا الأردوغانية تذرف دما على حصار غزة وأن الغرب بأكمله كتلة داعمة "لإسرائيل"، فهاتين الدولتين التي لطالما تغنى بهم البعض تتسارعان اليوم لمد يد العون "لإسرائيل"، ولطالما حوصر الفلسطينيين حصارا أشد وطأة من تلك النيران ولم يحرك المجتمع الدولي ساكنا.. وعليه فالالتزام بأمن وسلامة ذلك الجسم الغريب "إسرائيل" هو ركيزة من ركائز الاستراتيجية الكونية.
رابعا: استمرار الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" في سياسة استجداء الصهاينة والتحدي الصارخ لمشاعر المسلمين عامة والعرب خاصة وأبناء وطنه على الأخص، فبعد مشاركته في بيت عزاء المجحوم الصهيوني، نجده اليوم يستجدي رضاء الصهاينة ويعرض عليهم رغبته في إرسال فرق إطفاء للمشاركة في إخماد الحريق، في الوقت الذي لم نجد له ولأحبته "الصهاينة" أي موقف داعم ومساند لرفع الظلم عن أهلنا في غزة هاشم .
وأخيرا: فصاحب الحق منتصر طال الزمان أم قصر ولن يترك الله الفلسطينيين وحدهم في المعركة، فهم أصحاب حق وهم أصحاب الأرض وهم من ماتوا وسجنوا وشردوا من أجل أرضهم فهؤلاء الفلسطينيين، أما أولئك "الصهاينة" فهم الدخلاء وهم المحتلون هم القتلة هم من عاهدوا رسولنا الكريم ونقضوا العهود، وعليه فيستحقون تلك النار التي حرقت عيونهم وقلوبهم وأطفأت نار قلوبنا.