نظامنا التعليمي كرس صورة دونية للفضاءات الجامعية

نظامنا التعليمي كرس صورة دونية للفضاءات الجامعية ذ.عبد الكبير حدان *
 
فعلا واقع الحال يؤكد أن التعليم العالي ببلادنا لم يعد بمثابة تلك الخدمات التعليمية والاكاديمية التي يفترض أن توفرها كل دولة وتؤمن الاستفادة منها للحاصلين على شهادة البكالوريا. حيث أن تحسين مؤشر نسبة النجاح في الباكالوريا تدريجيا منذ بداية الاستقلال إلى الآن لم يتم مواكبته بسياسة منصفة وعادلة بالتعليم العالي إذ أن السياسة المتبعة كرست وضعا مفارقا أبرز ميزاته ذلك الفارق الكبير بين الوضع المميز نسبيا الذي توجد عليه بعض المدارس والمعاهد العليا من جهة، والوضع المتأزم الذي توجد عليه الجامعات والكليات التي أصبحت الملاذ الأخير الذي يلج هؤلاء الذين لم يحققوا معدلات تساوي عتبات القبول بالمدارس العليا، مما ساهم بالإضافة إلى ظروف أخرى في إعطاء صورة دونية للفضاءات الجامعية.
لذلك يبدو من الضروري استعادة الجامعة لمكانتها كفضاء منتج للمعرفة والكفاءات العلمية والخبرات التكنولوجية وغيرها. ولعل التوجه الحالي للجامعات والكليات بإدراج مسالك تكوينية في علوم التربية ومهن التدريس سيكون ذا بعد براجماتي، خاصة بالمزيد من الانفتاح على مجالات اخرى، مما سيساهم في ملاءمة مخرجات التكوينات مع متطلبات وحاجيات التشغيل المعبر عنها من قبل القطاعات الخدماتية والانتاجية والاقتصادية بشكل عام.
كما أن تحسين جاذبية هذه الجامعات يظل رهين تأهيل مختلف فضاءات الاستقبال والاعتناء بالموارد البشرية وتحسين مستوى خدمات الدعم البيداغوجي والاجتماعي والحياة الجامعية للطالبات والطلاب، وبخصوص هذا الجانب لابد من إعادة النظر في شروط المنحة الجامعية بتعميمها على الجميع لتمكين هذه الفئة من أبناء المجتمع من تدبير المرحلة الجامعية والاستفادة منها كفرصة للإعداد وللتأهيل الاجتماعي.
* مفتش التعليم الثانوي