دعا مجموعة من الشباب / الطلبة والطالبات عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاحتجاج يوم 6 غشت المقبل من السنة الجارية، بكل المدن المغربية على المنظومة التعليمية المغربية والمطالبة بمدرسة جديدة. ويفسر هؤلاء الشباب هذه الحركة الاحتجاجية بعدم رغبتهم في متابعة دراستهم بالكليات، لعدم ملاءمتها لاختياراتهم وتوجهاتهم، ووجود عتبات تحرمهم من الولوج إلى المعاهد والمدارس العليا وبضعف التأطير والتجهيز، وبنفخ النقط بالقطاع الخاص وبعدم تمكينهم من الاطلاع على أوراق تحرير الامتحانات بعد تصحيحها، وبالخصاص الحاصل في الإيواء بالأحياء الجامعية وغياب المساواة في توزيع المنح الجامعية وعدم كفايتها، وعدم تمتع المدرس بالحقوق التي تمكنه من الظروف الملائمة لأداء مهمته من أجل تعليم جيد. لكل هذه الاعتبارات فإنهم طالبوا بتكافؤ الفرص وبمحاربة الفساد وتعليم مجاني ومنظومة أحسن وإلغاء العتبات وتصحيح عادل وشفاف.
الداعون لهذه الحركة يحملون مشاكل ومطالب مرتبطة أساسا بالتعليم العالي، وفي توقيت يتزامن مع الانشغال بالبحث المضني لحاملي شهادة الباكالوريا على مقعد بهذا التعليم، وهو بحث محفوف بالشك وخيبة الأمل حتى ولو كانوا من المتفوقين، تجعل التلميذ يطرح سؤالا حول جدوى الدراسة طيلة 15سنة الماضية أو أكثر. وسؤال المستقبل وآفاق الشغل.
إن مرحلة ما بعد الباكالوريا هي جد دقيقة وحساسة في المسيرة التعليمية للتلاميذ، ما دامت تعطيهم فرصة بلورة توجهاتهم استعدادا للتكوين وللحياة المهنية، وبناء المستقبل لكنهم يصطدمون بواقع يسلب اختياراتهم ويفرض عليهم بالكره القبول بما لا يريدون. فيتحول الأمل إلى يأس وإحباط منذ السنة الاولى للالتحاق بالتعليم العالي. والشعور بالإحباط إذا عم هذه الفئة العريضة من الشباب فهو أقوى علامة على فشل المنظومة التعليمية. ويبدو أن التخوف الحاضر بقوة هو الذهاب للتسجيل بالكليات المغربية التي تعتبر أكثر انتاجا للبطالة في صفوف حاملي الشهادات.
إن انسداد الأفق في وجه هؤلاء الشباب يعود إلى قلة عدد المقاعد المتاحة لهم بالتكوين بمؤسسات التعليم العالي في الطب والصيدلة والهندسة والأطر المتخصصة في مجالات مختلفة، وإلى ارتفاع نسبة الحاصلين على الباكالوريا ومعدلاتهم، وإلى حرمان الكثير من المتفوقين من الانتقاء في الترشيحات رغم الفارق الضعيف مقارنة بزملائهم المقبولين.
ومن المفارقات أنه في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى مزيد من الأطباء والمهندسين والأطر المتخصصة في عدة مجالات تغلق فرص التسجيل بمعاهد هذه التخصصات في وجه العديد من حاملي شهادة الباكالوريا.
ما عبر عنه الشباب في هذا الفيديو هو جزء من هموم ومطالب التلاميذ وأوليائهم وأساتذتهم والمجتمع برمته. والحاجة إلى إصلاح المنظومة تبقى ضرورية ودورية ومستمرة لكن غير معزولة عن إصلاحات موازية وعميقة في الاقتصاد والمجتمع.