نعود مجددا لنطرح عدة أسئلة و نحن متأكدون أن أجوبة عنها ستبقى معلقة ،في خطاب أمام البرلمان أشار الملك وبأسلوبه لفساد إداري في جسم القضاء ،الذي هو أساس الملك ،الفساد مستشري كذلك في كل الإدارات ،المحسوبية والزبونية متفشية في كل مناحي الحياة ،الملك يتابع المفسدين حتى في السفارات والقنصليات والتمثيليات المغربية بالخارج .فضيحة أخرى اكتشفها عن طريق الصدفة في زيارته لدولة إِفريقية صديقة ،حيث اكتشف أن ممثل جلالته كان يسرق المعونات التي كان المغرب يخصصها لفقراء هذا البلد الصديق ،وأكاد أجزم أن ماحدث في سفارة المغرب في مدغشقر ،قد يكون مثيلا له في سفارات وقنصليات عديدة ،فطرق الإختلاسات متنوعة وقد استمرت لسنوات في غياب الضمير والمراقبة ،وكذا في تواطئ العديد من المسؤولين الذين اقتسموا الغنائم مع المفسدين. نحن أمام معضلة كبرى ،أمام شبكة منظمة من منعدمي الضمير الذين يفسدون ولايصلحون ،الذين يخربون البلاد ،ويهربون الأموال للخارج...صورة القضاء المغربي قد تم تلطيخها ونسوا الذين ساهموا في هذه الجريمة أن ماحصل في محكمة الإستئناف بتطوان يوم الأربعاء الأسود ،قد أساء لصورة المغرب في العالم .الذين تدخلوا ومارسوا سلطتهم على القاضي ،قد ارتكبوا خطءا فادحا ،لأن عيون ومراقبين كثر يتابعون مايجري في المغرب وينقلون تفاصيله في تقارير تنقل على مستوى الصحافة في دول عديدة ،تكون مرآة لما يجري في المغرب من فساد ،لا يشجع على الإستثمار وإنعاش الإقتصاد . الذين يراهنون على الإستثمار الخارجي عليهم أن يصححوا صورة القضاء ،عليهم أن يسعوا لتحقيق الإصلاح واستقلالية القضاء من أسس الديمقراطية إن السفراء الفاسدين الذين يعبثون بالمال العام ،ويسرقون المساعدات المخصصة للدول الصديقة ،يهدمون ما يبنيه الملك في زياراته المتعددة ويشوهون سمعة البلاد والمغاربة. ومبادرة وزارة الخارجية في إرسال لجنة التفتيش لمراقبة ميزانيات ترصد للسفارة نتمنى أن لا تقتصر على سفارة المغرب بتناناريف بل نتمنى أن تعمم على باقي السفارات والقنصليات في العالم وأنا متأكد أن المفسدون موجودون في مناطق ودوّل عدة ،وأن استمرار الفساد في القضاء لن يخدم مستقبل البلاد.