العيوني: رواية "أورام موروثة" أو قصة الصراع بين السعادة الباطنية والتهافت على متاع الدنيا

العيوني: رواية "أورام موروثة" أو قصة الصراع بين السعادة الباطنية والتهافت على متاع الدنيا أحمد العيوني

 

من ابن احمد إقليم سطات، كتب أحمد العيوني هذه الورقة حول رواية "أورام موروثة"  للكاتب محمد صوف، والعيوني له كتاب "قبائل مزاب بالشاوية تاريخ وثقافة 1910-1830". وقد كتبه بطريقة مونوغرافية وتوثيقية:  

"رواية "أورام موروثة" صدرت مؤخرا عن دار النشر مقاربات، أهداني إياها صديقي الكاتب محمد صوف، وهي آخر إنتاجاته الإبداعية.

تبدو شخصيات الرواية متنافرة في عمقها، رغم تظاهرهم بالانسجام والتوافق، لكن ما بداخلهم يفور بالمكائد والأطماع. قد يتساوى فيها الشرير واللبق، لكل أحاسيسه وذوقه في الحياة. هي مظاهر أخلاق تحفها دسائس داخلية، باطنية، لكن الزمن (عبر أحداث الرواية) سيكشف المستور لتتعرى من خلاله حقيقة الأشخاص، وتنكشف عنهم أسرار الغموض.

الرواية من صميم واقع مجتمع الأعمال والصفقات واللهث نحو الثراء والترف بمدينة الدار البيضاء. إن كان بعض أشخاص الرواية يرنو إلى السعادة الباطنية، فآخرون يسعون إلى الثراء المادي لولوج عالم الوجاهة والاستحواذ.. لكن الإنسان مهما كان قويا في مظهره، يبقى ضعيفا عندما يعود إلى ذاته، أو يعترضه  مكروه (القدر، حين تهاوت الواقية أمام مصطفى العصوي، وكادت تحدث له عاهة مستديمة)، عندما ينبثق إحساسه من داخله، حينها يكون مجبرا للتنازل عن كبريائه المرتبط بالغرور. حيث يرى الكاتب أن الإنسان لايشقى بعقله دائما، ولا بقلبه دائما، وأنه دائم الحيرة بينهما. فهو دائما يحتاج إلى إنسان آخر يتحدث إليه عن أحلامه وأوها