عائد من روسيا: الكل مر رائعا إلى حين وصول مطار محمد الخامس..

عائد من روسيا: الكل مر رائعا إلى حين وصول مطار محمد الخامس.. ما أحلى الرجوع للوطن وأتعس مسيريه..

كان حديثا أكثر من شيق للزميل يوسف بصور، وهو يحكي عن يومياته في البلد الروسي كإعلامي موفد لغرض تغطية الحدث الكروي العالمي. وما زاد في جمالية سلاسة حكاياته تلك المضامين المقربة من عالم أكد بأن بيننا وبينه سنوات ضوئية.

فلا تجد قطاعا حيويا أثاره بصور عن تلك الدولة إلا وتستشف مدى القيمة التي يوليها المسؤولون لشعبهم دون استثناء الأجانب. ويكفي قوله بأن الطبيب من يسأل عن المريض لإجباره على تلقي العلاج، وعند التلبية يحيط به نحو 10 دكاترة ها اللي كيدير التحاليل، ها اللي كيقلب العينين، ها اللي كيفحص اللسان، وكل هذا بابتسامة سخية ومن غير أداء سنتيم واحد. أما عند حديثه عن وسائل النقل الموكول خدمتها للعموم، فلم يجد غير تشبيهها بفنادق 5 نجوم، حتى أنك تشتهي قضاء ما تبقى من عمرك كاملا على متنها. في حين الكلام عن المطاعم والمنتزهات والحدائق يبقى صراحة مدغدغا لمشاعر من قدر له العيش في مغربنا الجميل.

والدليل، وفق كلام بصور دائما، الساعة والنصف ساعة التي انتظرها لدى عودته بمطار محمد الخامس، ناهيك عن مغص الإجراءات وطول مداها. لتبدأ من جديد رحلة المعاناة وهز حط، طبع وانتظر إلى أن  يفرج على القطار ليقذف بك إلى زحمة فوارة يشيب لها شعر الصبي.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، أبت أستراليا إلا أن تضع الملح على جراح شعبنا بتوضيح شساعة الفارق، بعد أن قررت التخلي عن استخدام جوازات السفر في مطار سيدني، واستبدال الأمر بكيفية جديدة لمرور المسافرين عبر مطاراتها دون فحص جوازات السفر المعتاد. الأمر الذي يختصر الجهد والوقت.

وستحل التكنولوجيا الحيوية الجديدة مكان إجراءات فحص جوازات السفر المملة، عبر التحكم بنقاط المرور الضرورية داخل المطار وصولا إلى الطيارة. حيث سيسمح المسح الإلكتروني بالتعرف على شخصية المسافر دون إبراز جواز سفره. كما ستحل هذه الطريقة مكان استخدام تذاكر السفر الورقية أو الإلكترونية أيضا.

هذا أكيد ليس لنعمل مثله بحكم أننا خير من يعرف البئر وغطاه، وأبلغ المتمنيات أن يتحقق لأحفاد أحفاد أحفادنا. لكن في المقابل عسى أن يحرك ولو شيئا قليلا في عقلية من يظل يطلب منك "شهادة الحياة" وأنت منتصب القامة أمامه لتبرير كونك ما زالت تصارع  بينهم من أجل البقاء.