لنعد إلى موضوعنا، موضوع السيدة الفاضلة عالية المقام "كوليندا غرابار كيتاروفيتش" التي قدمت لنا درسا في الوطنية الحقيقية الخالية من أي مزايدات ونفاق سياسي، خاصة أن الرئيسة الكرواتية بالرغم من منصبها الرفيع كسيدة أولى في كرواتيا، قررت التخلص من كل هذه "الكليشيهات" و"البروتوكولات"، والتعامل ببساطة وتلقائية "مشجع" كرواتي بلا أي امتيازات، ونشرت صورا لرحلتها إلى مدينة نيجني نوفغورود الروسية لتشجيع منتخب بلادها، منها صورة في الطائرة وأخرى في ملعب المباراة، ومقاطع فيديو وهي تقبل وتحتضن جميع لاعبي كرواتيا وتلتقط معهم الصور بمستودع تغيير الملابس.
وتتجه الأنظار يوم غد (السبت 7 يوليوز 2018) إلى ملعب "فيشت" في مدينة سوتشي عروس البحر الأسود التي تستضيف المباراة المرتقبة بين المنتخبين الروسي والكرواتي ضمن ربع نهائي مونديال روسيا. وتتساءل العديد من وسائل الإعلام هل ستجلس الرئيسة الكرواتية بجانب بوتين في حال حضوره للمباراة أم ستبقى مع مشجعي منتخب بلادها؟
وجلست رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش على مدرجات ملعب مدينة نيجني نوفغورود خلال مباراة منتخب بلادها مع نظيره الدنماركي في الدور ثمن النهائي.
يذكر أن "غرابار كيتاروفيتش" تزوجت من زوجها "جاكوف كيتاروفيتش" منذ عام 1996 ولها طفلان، كما أنها تتحدث الكرواتية الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية بطلاقة ولديها فهم أساسي الالمانية والفرنسية والإيطالية. وحسب وسائل إعلام كرواتية، فإن "كيتاروفيتش" تعيش حياة بساطة، وتتردد على الكثير من الأماكن العامة بما فيها المطاعم وأحواض السباحة.
"غرابار كيتاروفيتش" تقدم درسا مهما في معنى ترسيخ "الديمقراطية" وتكريس "العدالة" وتحقيق "المساواة"، قولا وفعلا وممارسة... كأنها ترد على "عنترية" صاحب المقولة الشهيرة الوزير يتيم الذي قال بلا خجل "أنا وزير ماشي مواطن ديال الزنقة"، وتقول له "شكون أنا "؟!
رئيسة كرواتيا جعلتنا نشعر بالخحل والخزي والعار من الوزير يتيم الذي استعرّ من امتياز المواطنة وكأنها تنقل عدوى "الجذام" أو "البرص".