موسم طانطان.. تواصل تلاقح وتبادل (مع فيديو)

موسم طانطان.. تواصل تلاقح وتبادل (مع فيديو) مشهد من كرنفال موسم طانطان

على مر التاريخ شكلت طانطان مدينة العبور الجميل وهمزة الوصل بين شمال المغرب وجنوبه حيث تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية والشواطىء الدافئة، وتتلألأ الرمال الذهبية والكثبان الرملية المتناسقة التي تجعل من المدينة محط الأنظار.

وقد صُنفت مدينة طانطان في شتنبر 2004 من قبل منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وباتت ملتقى لحُماة التراث وفرصة لإبراز إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية والتراثية.

وفي قلب الصحراء، بدأ الموسم السنوي لطانطان، في نسخته رقم 14، الذي سيمتد حتى 9 يوليوز 2018، بجمع كل قبائل الصحراء بساحة السلم والتسامح خارج مدينة طانطان، التي يحمل الموسم اسمها، و يحيي أهل الصحراء بعضاً من عاداتهم وتقاليدهم، ويقدموا لضيوفهم من الزوار وجها آخر للصحراء، وجهاً غنياً بالموروث الحضاري والثقافي.

كلمة طانطان تعني البئر الرنانة التي كانت معروفة لدى مربي الإبل على مصب وادي درعة بالمحيط الأطلسي شمال الصحراء، الذي كان من أشهر المواقع المعروفة بأهميتها كمرتع للماشية.

- تعريف الموسم طانطان (أموكار): أصلها أنموكار – جمع انموكارن وتعني الموسم في الاصطلاح أي الوقت المعين لشيء ما، وهو عبارة عن لقاءات تقدم مرة كل سنة قرب ضريح من الأضرحة التي شيدتها القبائل على صلحائها نظرا لمكانتهم الكبيرة في المجتمع ليكون ذلك بمثابة ذكرى للترحم على روح صاحب الضريح، والتذكير بما قدمه.

كما يقصد بأموكار أو إينموكار أسواق اقتصادية يقصدها الناس من قبائل بعيدة ومدن كبيرة وصغيرة باعتبارها معرضا سنويا للمنتجات المحلية وملتقى الأصدقاء والأقارب.

وقد تمّ تنظيم موسم طانطان لأول مرة سنة 1963 كملتقى تجاري في المقام الأول وكذلك تظاهرة ثقافية ودينية، بحيث كانت تؤمه وفود من مختلف المناطق المغربية الشمالية والجنوبية المستعمرة آنذاك من قبل الاستعمار الإسباني. واستمر إحياء هذا الموسم لغاية عام 1972 ليتوقف مدة ست سنوات، ثم نظم مرة أخرى سنة 1978، وكانت سنة 1982 آخر محطة نظم فيها نظرا للظروف الخاصة التي مرّت بها المنطقة في تلك الآونة ليتوقف فترة طويلة. ثم عاد إحياؤه سنة 2004، ليُصنّف لاحقاً من بين عناصر التراث العالمي للإنسانية، والذي يشكل مجالا للتلاقي بين قبائل البدو الرحل في جو احتفالي للتواصل والتبادل الاقتصادي والتلاقح الثقافي والسياسي والاجتماعي.

رابط الفيديو هنا