تافنوت: الحمد لله لأن المقاطعين نعتونا بـ "يسار دانون" وليس بـ "يسار جودة"

تافنوت: الحمد لله لأن المقاطعين نعتونا بـ "يسار دانون" وليس بـ "يسار جودة" عبد الرحيم تافنوت، أحد الموقعين على النداء

هم 42 إسم من مختلف التوجهات والمواقع، ارتأوا التوقيع على نداء يدعو لوقف مقاطعة حليب شركة "سنطرال" لمدة 10 أيام، تمتد ما بين السبت 7 و الجمعة 14 يوليوز 2018. وعلى الرغم من تأكيد هؤلاء النشطاء على كون دعوتهم تصب أساسا في خدمة "المقاطعة" لا زعزعة مسار أهدافها. إلا أنه سرعان ما ترددت تعاليق تنتقد بشكل أو بآخر النداء في مجمله، بل وتركيز بعضها على حيثية "يسارية" بعض الموقعين وما يعرفون به من قناعات إيديولوجية. وفي هذا الصدد، كان لجريدة "أنفاس بريس" مجموعة لقاءات بفعاليات ذات صلة، إن مباشرة أو غير مباشرة، بالمستجد، ومنها الناشط اليساري وأحد الموقعين على النداء، عبد الرحيم تافنوت، الذي قال:

"إن النداء جاء ليدافع عن فكرة المقاطعة وليس إلغائها"، مضيفا بأنه مقترح لعموم المواطنين ولايمكن اعتبار الموقعين "قيادة سرية" معزولة في مكان ما وأرادت أن تغيير وجه التاريخ، موضحا أن الموقعين هم مناضلين ومنخرطين في الصراع الكبير مع الحركات الكبرى في المغرب ضد الدولة، وبالتالي من حقهم التعبير عن وجهة نظرهم في الموضوع.

وأشار تافنوت أن النداء ينتصر منذ سطره الأول إلى المقاطعة ويعتبرها أسلوبا يعبر عن ذكاء الشعب المغربي وعن الذين خاضوا هذه المعركة، وأضاف محاورنا أن المقاطعة هي رد فعل للعديد من المواطنين الذين دخلوا في تمرين اكتشاف المواطنة ضد وضع اقتصادي فيه زواج المال والسياسة والذي له نتائج حارقة على جسد المواطنين وعلى حياتهم المعيشية وقدرتهم المعيشية. وأوضح تافنوت أن تطور معركة المقاطعة أبان أن الذي يرفع كلفة العيش على المواطنين ويحولها إلى جحيم هو زواج المال والدولة، مشيرا أن المنخرطين في معركة المقاطعة ينتمون إلى تيارات سياسية متعددة ومن فئات اجتماعية وعمرية متباينة، بما فيهم منتمون للطبقة البورجوازية.

وزاد محدثنا قائلا بأن هذا السلاح الضاري الذي أعطى نتائج مهمة، ولكنه الآن يعيش لحظة تراجع مسجلا وقوع تطورات، لافتا الإنتباه إلى وجود خطاب في أوساط المقاطعين أراد تحويل المقاطعة إلى معركة الدنيا والآخرة، وأنها ستميز بين "الكافر" و "المؤمن" بين "الوطني" و "غير الوطني" والحال أنها معركة بسيطة  جدا، لكن الأروع ما فيها هو أن المواطن البسيط الذي يقصد "الحانوت" يقاطع بتلقائية تامة دون إكراه أو ضغط من أي جهة كانت، وخوفا من ضياع كل هذا، يضيف تافنوت، "ونظرا للتطورات التي وقعت، ونظرا لتعنت مؤسستين (يقصد شركة "إفريقيا" وشركة "سيدي علي") ومطالبتهما بتخفيض الضريبة (التي تعني استهداف المال العام) لفسح المجال أمام تخفيض ثمن منتوجهما، في حين أن "الفرنسي الإمبريالي" وضع مخططا للتواصل وتحدث مع المواطنين، وفتح نقاش، قد يقول البعض أنهم يتقنون هذا الأسلوب، لكن لماذا لم تقدم الشركتين الأخريين على ذلك؟.

وأضاف تافنوت "اليوم هناك معطى.. فالذي يقود أو الذي يساير أو الذي يتدخل وخصوصا حينما يكون فاعل في السياسة والمجتمع المدني، لابد أن يكون مثل القيادة التي لا تنام عينها، وينبغي له أن يتطور، لأن الأمر يتعلق بمعركة المواطنين، وينبغي أن يكون مسؤولا فيها، وانطلاقا من هذه الزاوية تدخلنا بحس المسؤولية، وإلا فإن المقاطعة إذا طالت سيكون مصيرها الخفوت دون أن يؤدي إلى أي نتيجة، ولما سنحتاج إلى سلاح المقاطعة لقضية مركزية أكبر من الأثمنة لن نعثر على مؤيدين.

وبخصوص تعليقات البعض على الشبكات الإجتماعية والتي وصفت الموقعين على النداء بـ "نخبة دانون" أو "يساريو دانون"، قال تافنوت إن بعض الموقعين على النداء عاشوا تجربة الإعتقال ومع ذلك كانوا ينعتون بمعتقلي "حبس دانون" والحال أن المعتقلين لم يسبق لهم أن تناولوا "دانون" داخل السجن، موضحا بأن الشبكات الإجتماعية تضم صنفين من الناس، فهناك صنف يقتلون من خلالها أوقات فراغهم، وصنف آخر يدخل للشبكات الإجتماعية بحس الإقتسام وبحس الوعي وتطوير الملكات النقدية والتفاعل، مشيرا بأن الموقعين على النداء كانوا يتوقعون وقوع "حرب شعواء" ضدهم، فهناك – يضيف – من سينعتنا بـ "عملاء فرنسا" وهناك من سينعتنا بـ "يسار دانون ".. والحمد لله لأنهم لم ينعتونا بـ "يسار جودة" لأن مقاطعة "سنطرال" سمحت بتصاعد قوة "حليب جودة".. فدائما – يقول محدثنا- في معركة شعب، الذين تكون لهم الجرأة في لحظة معينة لإلتماس تطور التاريخ يكون مصيرهم سيئا ومأساويا.. ونحن قررنا أن نواجه نفس المصير.