أقام اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل، والذي يعتبر من أكبر المؤسسات على مستوى أمريكا الجنوبية، دورة في الثقافة الإسلامية والعربية بالعاصمة البرازيلية/ برازيليا، وهي النسخة الرابعة منها بالشراكة مع وزارة الخارجية البرازيلية، والتي انطلقت أعمالها يوم 08/11/2016م واختتمت يوم أمس.
وتأتي هذه الدورة في نطاق المشروع الاستراتيجي لاتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل الذي انطلق منذ 5 أعوام للتعريف بالإسلام "إعرف الإسلام"، ويهدف لنقل صورة صحيحة عن الإسلام وثقافته وحضارة بوسطيته وعطائه للبشرية. وقد شهدت الدورة حضور المئات من الدبلوماسيين والسفراء العرب في البرازيل إضافة لممثلين عن وزارة الخارجية الذين يتم تدريبهم لتولي حقائب دبلوماسية في العالم الإسلامي، وأعضاء في الوكالات الفيدرالية الأخرى مثل وزارة التنمية والصناعة والتجارة الخارجية، وزارة الزراعة، وزارة المالية، أمانة الشؤون الاستراتيجية، البنك المركزي، وزارة التربية والتعليم، وزارة العدل وزارة الدفاع، فضلا عن ممثلين من سفارات دول أمريكا الجنوبية.
وقد صرح الدكتور حسين الزغبي نائب رئيس الاتحاد: "أن الدورة تهدف لنقل صورة عن المسلمين والثقافة الإسلامية، ولإعطاء رؤية أكثر وضوحا عن ماهية الإسلام وخصوصياته، مما يساعد على نجاح أكبر للعلاقات الثنائية بين البرازيل والدول الإسلامية في المجالات السياسية والتجارية، وواجبنا التعريف بالإسلام بعيدا عن الصورة التي تريد أقلية متطرفة تسويقها إلى العالم والإسلام منها براء، وأن مبادئ الإسلام تدعو للاحترام والدفاع عن الحياة والحرية والكرامة الإنسانية".
من جانبه أكد السفير بوزارة الخارجية البرازيلية "سيرجيو ايدواردو موريرا ليما" في كلمته، على أهمية هذا الحدث.. وقال "عندما نقيم هذه الدورة الرابعة ع اتحاد المؤسسات الإسلامية فإننا نعزز إيماننا بأن الإسلام دين يجب دراسته والتعرف عليه، وأن الحوار مع مؤسسات المجتمع المدني ممثلة باتحاد المؤسسات الإسلامية، هو جزء أساسي من هذه الدراسة". مضيفا أن "الإسلام هو دين عالمي ينتشر في جميع القارات، وخصوصا الشرق الأوسط الذي هو مهد للديانات ويزيد أتباع هذا الدين عن مليار ونصف مسلم، وينتشر أتباعه في جميع دول العالم، ويتميز هذا الدين بما فيه من التاريخ والقانون والثقافة والفنون والفلسفة".
وقد شهدت الدورة محاضرات عدة في الثقافة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا والحضارة الإسلامية والعربية، والمرأة في الإسلام، وموقف الإسلام من الإرهاب، وغير ذلك من مواضيع الساعة. وقد أبدى الحضور تفاعلهم مع هذه المحاضرات ، معبرين عن احترامهم للمبادئ الإسلامية التي تنظر للمرأة بهذا المنظور المتميز، والذي يحاول الكثير التقليل من دوره أو تشويهه..
وأكد بعض المتدخلين والمشاركين في الدورة على عمق العلاقات بين البرازيل والعالم الإسلامي، وأهمية مثل هذه الدورات لتعزيز مفاهيم التواصل بما فيه العلاقات التجارية التي تنمو بشكل كبير ويتوقع لها نموا متزايدا خلال السنوات القادمة.
جدير بالذكر أن الدورة كانت مهمة وأتت في وقتها لتوضيح صورة الإسلام المشرقة الذي يعرف هذه الأيام حملات مغرضة لتشيه صورته الطاهرة النقية من بعض أبنائه وأعدائه معا.. وستكون هذه الدورة، التي يقيمها اتحاد المؤسسات الإسلامية للدبلوماسيين البرازيليين من كل سنة، وبتعاون مع وزارة الخارجية البرازيلية، نقطة مضيئة في العمق الاستراتيجي لدول أمريكا اللاتينية والبرازيل على الخصوص، للمزيد من العلاقات المبنية على الاحترام، وتعزيز مفاهيم التعايش السلمي والمحافظة على حقوق الإنسان وكرامته وحريته وماله وعرضه، وهذه هي المقاصد العليا التي جاء الإسلام لحمايتها والدعوة إليها، والتي يريد اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل تبليغها للشعب البرازيلي ولشعوب أمريكا اللاتينية عبر أنشطته المتعددة.