موازين 2018: ماريا بيراسارتي، صوت إيبيري رقيق وناعم يخترق حدود النفس والفؤاد

موازين 2018: ماريا بيراسارتي، صوت إيبيري رقيق وناعم يخترق حدود النفس والفؤاد ماريا بيراسارتي
حمل صوت الفنانة الإسبانية، ماريا بيراسارتي، الإيبيري الرقيق والسامي، الأربعاء 27 يونيو 2018 بالرباط، جمهور منصة شالة المنصوبة في إطار الدورة الـ17 لمهرجان موازين - إيقاعات العالم، في سفر شاعري يخترق حدود النفس والفؤاد.
في حفل بهيج، راق ورقيق للفنانة الإسبانية، اجتمع تعبيران أصيلان وخالدان، معترف بهما من المنظمة الأممية "اليونسكو" بوصفهما تراث كوني: فمن ناحية موقع شالة الأثري ذي القيمة التاريخية العظمى، وموسيقى "الفادو"، من ناحية أخرى، وهي موسيقى تقليدية مصنفة ضمن التراث الثقافي اللامادي للبشرية.
بصوت شاعري وشفاف جاب على أوسع نطاق أرجاء هذا الموقع الرائع، قدمت الفنانة الإسبانية أغان أصلية التقت من خلالها عادات وتقاليد، ومميزات، وألوان وموسيقى حوض الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
على حدود موسيقى "الفادو" و "الفلامنكو"، أنشدت الفنانة ذات الموهبة الخارجة عن المألوف بصوت متفرد إيقاعات منطقة "الباسك" والأغاني الشعبية ل "قشتالة" بشاعرية دراماتيكية جسدها صوت حزين وأخاذ يحمل بين ثناياه نشوة عظمى وبسيطة وقوية ممزوجة بحزن وحنين.
ولم تتردد المغنية، ذات الصوت الساحر، في أن تتنحى عن المنصة بين الحين والآخر، فاسحة المجال للجمهور ليتذوق الألحان االعذبة لثلاثي "لشبونة سترينغ"، وهي مجموعة "أوركسترا" مصغرة صاحبتها في حفلها.
واستطاع الثلاثي، بالكمان الأجهر لكارلوس باليتو وقيثارة بيرناردو كوتو البرتغالية ، وقيثارة خوسيه بيكسوتو ، أن يسحر الحضور بأسلوب موسيقي ناعم وحزين يستشف الحنين الذي يميز موسيقى "الفادو".
وبنت ماريا بيراسارتي، الملقبة ب"لا فوس ديسنودا" (الصوت الطاهر) والمزدادة بسان سيباستيان في سنة 1978 والتي تنحدر من إقليم الباسك، مسارها الفني بين لشبونة وباريس وسان سيباستيان ببلاد الباسك، حيث اشتهرت بأدائها الرائع للموسيقى الإيبيرية، بما فيها موسيقى "الفادو".
وكانت ماريا عضوا في فرقة "أداف" البرتغالية، وهي مجموعة موسيقة تتألف من خمسة أفراد، من بينهم خوسيه سالغيرو، وجواو جيل، وباولو كارفالو. كما أن بعضا من أغانيها قام بكتابتها الشاعران تياغو توريس دا سيلفا وجواو مونجي.
ويعد مهرجان موازين- إيقاعات العالم، الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات منذ 2001 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالنسبة لمحبي الموسيبقى في مختلف بلدان العالم أحد المواعيد الثقافية الأكثر ترقبا من الجمهور.
وبمناسبة دورته ال17، يقترح هذا الموعد الفني الكبير برمجة استثنائية متنوعة، تتضمن حفلات موسيقية مغربية وإفريقية وشرقية وغربية.