كيف أضر الإخوان المسلمون بالإسلام السياسي، وبالحركة الإسلامية بشكل عام؟ ذلك هو السؤال الذي طرحته جريدة "اليوم السابع" المصرية على ثلاثة من الباحثين والنشطاء المهتمين بالموضوع ضمن عددها الصادر يومه الأربعاء. وقد ارتأينا في "أنفاس بريس" أن نعمم أجوبة الأسماء الثلاثة لنطلع قراءنا على بعض انشغالات النخبة المصرية بخصوص موضوع حساس لا يهم مصر فقط، بل عموم العالم العربي الإسلامي.
في هذا الإطار اعتبر الباحث الإسلامي هشام النجار "أن فشل الإخوان في الحكم، سواء في مصر أو دول عربية أخرى، أعطى انطباعا بفشل الحركات الإسلامية بشكل عام، خاصة أن الجميع فوجئ أن التنظيم الذي يعد أقدم تنظيم إسلامي ليس لديه أي برامج أو خطط للمستقبل"، مضيفا "أن التنظيم اعتمد على تركيا، والعمل بشكل أساسي على تحقيق مصالحه، وكانت هذه الخطوة هي أكبر ضربة تلقتها الإخوان وكشفت غاياتها الحقيقية، وأساءت بشكل كبير للإسلام السياسي والحركات الإسلامية". النجار أكد كذلك "أن الإخوان دائما ما كانت تتغنى بأنها جماعة تؤمن بالديمقراطية والسياسية، ولكنها أخفقت سياسيا، وبدأت تتجه للعمل المسلح وهو ما تسبب في إخفاق التنظيم بشكل كامل."
أما خالد الزعفراني، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، فقد أشار إلى أن "جماعة الإخوان شوهت صورة كل ما يسمى إسلام سياسي خلال الفترة الماضية، حتى إذا كانت هذه التجربة في غاية الاعتدال والقرب من الناس، وإلى أن تجربة أردوغان كانت تلقى قبولا من قطاع من الناس، ولكن بعد تبنيه الإخوان أصبحت تجربته مكروهة ومرفوضة من كل القطاعات، وهو ما يؤكد أن التنظيم شوه كل تنظيمات الإسلام السياسي".
الناشطة الحقوقية داليا زيادة قالت من جهتها "إن الإخوان أساءوا للإسلام باختراعهم الإسلام السياسي، وأن الإسلام دين وخلطه بالعمل السياسي الذى يحتمل كل أخطاء البشر ويقبل بنواقصهم خطيئة". كما اعتبرت "أن الإخوان هي الجماعة الأم لكل الجماعات التي ظهرت تحت مظلة الإسلام السياسي فيما بعد، وهى أول من برر الطموح السياسي بمبررات دينية، وتلاعبوا بنصوص الدين لخدمة مصالحهم السياسية وتبرير ممارسة العنف والإرهاب، وشعار الجماعة الذي يحرض على العنف". مشيرة إلى "أن الجماعات الأخرى على اختلافها هي مجرد تابع لفكر الإخوان المسمم، وبالتالي هم المسؤولون الأولون والأخيرون عن كل ما يعانيه العالم الآن على يد المتأسلمين مهما اختلفت مسمياتهم".