مصطفى المنوزي: انعطافة تشذ عن السياق ومؤشر للتكرار

مصطفى المنوزي: انعطافة تشذ عن السياق ومؤشر للتكرار مصطفى المنوزي

مؤلم حقا، وجارح جدا، أن تكون الأحكام بهذه القساوة، فهل سنحاكم طبيعة النظام أم نسائل شروط المحاكمة أو حيثيات الحكم وتعليله؟ كل الأجوبة رهينة بقدر مشروعية هذه الأسئلة المتداخلة، فكيف ينبغي أن تكون عليه ردود الفعل؟

 التشخيص ضروري والتعامل بنسبية ضروري، بمسؤولية وحماس منضبط؛ فلندع الدفاع  يواصل إجراءاته المهنية، ولجان الدعم تواصل مهمة الدعم ورفع معنويات الأمهات والزوجات والأبناء، فالمسار طويل عسير، و كاذب من يدعي أنه فوجئ  أو صدم بصدور الإدانة، والحال أن المعتقلين ودفاعهم أعلنوا عن عدم حياد هيئة الحكم، بدليل إعلان الجميع الصمت، فأغلب المؤشرات كانت تنبئ بما حصل، ضدا على قرينة البراءة هي الأصل.

الحكمة واجبة، كما التضامن واجب، ولكن الواجب الأوجب هو تحكيم العقل النقدي  باحترام مشاعر العائلات وإرادة المعتقلين، وليتم تقييم الوضع بهدوء وموضوعية، لأن  الوعي بما حصل من وقائع ونتائج كان مفترضا ومستحضرا، مادام كل خيار مقترن بكلفة وثمن، وبذلك فواهم من يراهن على وعود هنا وهناك، ولكن عاقل من يعيد ترتيب شروط  بناء صمود سياسي مرتكز على صمود المحيط بنفس فكري طويل ومستدام، مما يعني  استشراف واع لمصير الحراك وآفاقه، لأن المهم هو الثبات على المبدأ دون الإنجرار مع التداعيات التي قد تغير جدول الأعمال كمنطلق أصلي، مما قد يؤدي إلى أداء الثمن مضاعفا دون تقليص للخسارة في ظل معركة غير متكافئة، زيتها القانون والقضاء ووقودها الإعلام والسياسة.