لمفبركي فيديوهات "موازين".. من حقك أن تتوهم، لكن افتراء إيهام غيرك

لمفبركي فيديوهات "موازين".. من حقك أن تتوهم، لكن افتراء إيهام غيرك العرض الرسمي (يمينا), وما يوهمون به (يسارا)

حفظ الله الذاكرة المغربية التي تصون لنا أمثلة شعبية قد لا يفي بغرضها محتوى ما بين دفتي كتاب، أو حتى عشرات المؤلفات. والأجمل أنك تجدها مواتية لشتى المواضيع والأطروحات. وطبعا لن يكون عصيا العثور بين ذلك الزخم ما ينطبق على حالة "المطبلين" بمقاطعة مهرجان موازين على الرغم مما تنفيه العين المجردة من وقائع معاكسة.

لذلك، ليس في وسع التعليق إلا أن يستعير مثل "اللي فالراس ما يحيدو الما السخون.."، من منطلق الإصرار الدعائي الواهم على تصديق ما خطط له، وتقمص دور "دونكيشوط" في صراعه مع طواحين الهواء، مدعيا النصر وهو في درك الهزيمة.

والحق يقال، أن بعض من نادوا بمقاطعة المواد الاستهلاكية الثلاث "ماء سيدي علي ومحروقات إفريقيا وحليب سنطرال"، حذروا كثيرا من مقاطعة المهرجان، اقتناعا منهم كون الدعوة لعدم حضور سهراته لن يحكم عليها فقط بالفشل الذريع والمسبق، بل ستنسف أيضا ما روج لمقاطعة المواد السابقة الذكر.

لكن، وأمام "قسوحية الراس" المبتلى بها الآخرون، قادتهم إلى التمسك بهرائهم والإتيان على الأخضر واليابس بدليل واقع الحال. وما يمليه من تداعيات لا تخطؤها نباهة عاقل. أما من يدعي قدرة الغربال على حجب الشمس "شغلو هاداك.."، وله كامل الحرية في إطلاق عنان خياله الواسع نحو تصديق المستحيلات.

إنما، وهذا هو الأهم، ليس من حقه بتاتا جر غيره لمنزلق سفرياته الخيالية، وافتعال كل ما من شأنه أن يخدم مكائده المضمونة المصير السيء أصلا. مع أن منها ما يثير القرف لا السخرية، ويكشف على نوايا لا مكان لها في مجتمع يعلم الجميع ما يصبو إليه من تعقل ورزانة ثقافية ووعي إنساني بحس واقعي.

وفي هذا الاتجاه، كم يحز في النفس مصادفة أشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يحاول ناشروها، يائسين، تقديمها كحجة على "مقاطعة" المغاربة للمهرجان، وهي ليست أكثر من لقطات صورت أثناء إقدام الفنان أو الفنانة على الاختبار القبلي لجودة مكبر الصوت وجاهزية "الروتور" مع نقاء وصفاء "الفيلتراج". وبديهيا، يتطلب ذلك من الفنان وفرقته الموسيقية القيام بما يشبه "ريبيتسيون" من خلال غناء مقاطع أعمال بأداء حي على الخشبة، مما يجلب بعض المارة بالقرب من المنصة لتتبع تلك الاستعدادات.

والمؤسف المخجل، هو استغلال المتربصين لتلك الأجواء التي، كما سبق الذكر، تعرف تواجد من وجد لحظتها صدفة بعين المكان. ليفبركو صورها على أساس أنها السهرة المسائية الرسمية. وإن كان ذلك لا تخفى فظاعة فضيحته على من له حظ في الاطلاع بتقنيات "المونطاج"، فإن الكثير من المواطنين قد تنطلي عليهم الحيلة، ويعتقدون صدقها ممن لا محل للصدق في جينات دواخلهم.