والمعارضين له خلال الولاية التشريعية ، في حين تدبر السلطة التنفيذية برأسين ، ولم يعد مجديا أن تقف على يسار أي طرف ،لأن هناك من سيقف ، شفاهيا ، على يسارك ، رغم أنه على يمين زملائه من نفس القبيلة ، يدعون جميعا ملكية الحقيقة الثورية ويحتكرون العذرية الفكرية والطهرانية السياسية ، والحال أنهم يتكلمون نفس اللغة ، ويتميزون عن بعضهم ، فقط ، بالكتابة من اليمين الى اليسار ، أو العكس ، بمداد الحديد أو الخشب ، ويبررون للعنف بشتى الألوان الشرعية أو الثورية ، يبنون خطابهم على أنقاض الآخرين وأخطائهم ، فعلا هم لا يخطئون ولن يخطئوا أبدا ، وكيف للمتزهد والمعتكف في الكهوف أن يخطئ وهو لا يحتك حتى مع روحه ولا يعانق لا الشجر ولا البشر ، فلا غرو إن رأيتهم يزايدون بالصعود إلى الجبال متناسين قصيدة أبي القاسم الشابي «إرادة الحياة » ، قد تبدو لوحة سوداء ، ولكن بالتفكير سنحولها بيضاء بمراكمة النقط المضيئة بالحوار النسبي اللايقيني واللاإطلاقي ، بالإعتراف لبعضنا البعض ، فلسنا بديلا دون بدائل ، وملكة التثوير تكتسب ولا تورث ، ومهما تعددت الإنشقاقات والانفصالات ، فالجودة في القطائع الإبستمولوجية ، ولم يعد ينفع الإدعاء بأننا استمرار لحركة التحرير الشعبية ولا حتى الحركة السياسية الوطنية وبالأحرى الحركة الماركسية اللينينة أو الماوية أو الرابعة الأممية أو العدوية ،الضعف ينخر الجميع ومشاريعنا غير محينة ولا هي مكيفة مع كافة التحولات الجارية إثر الجدران والعواصم الساقطة ،نال منا الاعتقال وأنهكتنا الانتهاكات ، وبقينا نلوك الأمجاد والحال أنه ينبغي أن نقر بحالنا المزري دون عقدة ، فمقدمة ابن خلدون توحي بأننا لن نظل في المؤخرة ، فمصيرنا حدد منذ بداية تصاعد المد المحافظ ، منذ سالت الثانية بإشراف المرآة الحديدية تاتشر والممثل الشهير ريغن ، وقدرنا أن نقاوم الانهيار الأخير بمواجهة كل الأصوليات والانحرافات معا ، في إطار ،،وحدة ، نقد ، وحدة ، دون أن نجعل من الوحدة تنميطا ايديولوجيا وقسريا ، وعوض أن ننهك الطاقات في تدبير الإختلاف ، نستغني عن التخوين والتكفير ، بحسن تدبير المشترك.