نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلها كيم سينغوبتا، يتحدث فيه عن تصفية داعش لمجموعة من أعضائه بتهمة العمالة مع المخابرات الأجنبية، ومن بين أشهر هؤلاء مدير مخابرات تنظيم الدولة في حلب أبو عبيدة المغربي، الذي أشرف على احتجاز الصحافي الأمريكي جيمس فولي، وغيره من الرهائن الغربيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المغربي، الهولندي من أصول مغربية، قتل مع ثلاثة بعد اتهامهم بالتعامل مع المخابرات البريطانية "إم آي6"، وكانوا يقدمون أسرارا إليها.
ويفيد التقرير بأن تنظيم الدولة قام بعقد تحقيق داخلي بعد مقتل محمد إموازي، الملقب بالجهادي جون، الذي ظهر في شريط إعدام فولي والبريطانيين ديفيد هينز وآلان هيننغ، واعتقد التنظيم أن معلومات عن مكان إقامة إموازي قدمها عملاء من داخله للمخابرات البريطانية، لافتا إلى أن رشيد وغيره من الجهاديين يواجهون احتمالا بصدور أحكام بقضاء فترات سجن طويلة في بلادهم، في حال عودتهم، باستثناء الدانمارك، التي تقوم بنقل هؤلاء إلى مراكز إعادة تأهيل.
ويورد الكاتب نقلا عن رشيد، قوله إنه وبقية المقاتلين الأجانب مقتنعون بملاحقة المخابرات الغربية لهم، بعدما زرعت عملاء داخل تنظيم الدولة، وهم مقتنعون أيضا بأن بريطانيا تؤدي دورا مهما في هذه الجهود. ويضيف رشيد: "لا يشكل البريطانيون الجماعة الأكبر من المتطوعين، وبسبب بروز عدد منهم، بدأت مخابرات بلادهم بملاحقتهم، لكن الكثير من الإخوة سيقولون لك إن هذه المخابرات ناشطة، وقتل تنظيم الدولة نساء ورجالا بعدما اعترفوا أنهم عملاء أجانب، بعضهم جواسيس بريطانيون". ويتابع رشيد قائلا: "كما تعلم، فقد طلب تنظيم الدولة الكثير من الناس، وليس مقاتلين فقط، وإنما طلب معلمين ومهندسين وأطباء لبناء الدولة، وهو يعتقد أن بعض هؤلاء جواسيس".
وتورد الصحيفة نقلا عن الأكاديمي التركي الذي يعد كتابا عن الثوار السوريين، أولوك أولتاس، قوله إن التنظيم واع "للاتصالات البريطانية"، ويضيف: "هناك شعور على نطاق واسع بأن بريطانيا استطاعت اختراق عدد من الجماعات، بما فيها تنظيم الدولة، وأن قادته واعون لهذا الأمر وخائفون، ودهشت عندما سمعت بهذا؛ لأنني شعرت أن الأمريكيين هم الذين يجب أن يأخذوا زمام المبادرة من بين الدول الغربية، ويبدو أن البريطانيين يعملون على هذا الأمر منذ وقت، ولا تنس أن تنظيم الدولة اعتقل المغربي قبل عامين".
وينوه التقرير إلى أن أولتاس يعمل مديرا لمركز "سيتا"، الذي أنشأه مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالين، وسيحتوي كتابه على مقابلة مع أبي فراس السوري، وهو أحد قادة جبهة النصرة، الذي قتل في غارة أمريكية، ويقول أولتاس: "ما هو مثير أن تنظيم الدولة، الذي كان يتشدد في فحص من يرغبون بالانضمام إليه، أصبح أقل تشددا". ويضيف أن "التنظيم لم يكن ناجحا في منع اختراقه، ما سمح للمخابرات الغربية وغيرها من المخابرات التركية والأردنية باختراقه.. وكان المغربي من أهم الشخصيات في تنظيم الدولة ممن أعدم لتعامله مع البريطانيين، لكنني تحدثت مع مقاتلين يقولون إن المغربي لم يقتل، وشوهد في بعض الأحيان، وربما احتجز ليكون ورقة مقايضة في حال سقوط الرقة، من يعلم؟".
ويذكر سينغوبتا أنه عرف عن المغربي من خلال الجهادي البلجيكي جيجون بونتيك، الذي قال إن جيمس فولي احتجز لدى مجموعة من الجهاديين البلجيكيين، الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "شريعة فور بيلجوم" (الشريعة من أجل بلجيكا) في حلب، وانتقلوا لاحقا إلى الرقة.
وتنقل الصحيفة عن فيليب بالبوني، الذي عمل مع فولي في المنظمة الإخبارية الأمريكية "غلوبال بوست"، قوله عن بونتيك: "صادق جهادي بلجيكي شاب سافر إلى سوريا للقتال فولي، وعندما عاد ذلك الجهادي إلى بلجيكا قدم معلومات ثرية عن المكان الذي اعتقل فيه فولي ومن احتجزه، وكانت هذه هي المرة الأولى التي علمنا فيها أن جيم حي يرزق".