سؤال طرحناه على خبراء زراعيين: "علاش ما بقات بركة في الأرض الفلاحية"؟

سؤال طرحناه على خبراء زراعيين: "علاش ما بقات بركة في الأرض الفلاحية"؟

أكد الدكتور بولال حكيم أن  المعهد الدولي لتغذية النباتات أنشئ في سنة 2007، وكان الهدف منه هو النهوض بنتائج البحوث والتنمية لتحسين إدارة التغذية النباتية، حيث انطلقت أعماله في البداية بكل من أمريكا الجنوبية والشمالية والصين وروسيا والهند وأستراليا وإفريقيا الجنوبية، واضاف متحدثا لـ "أنفاس بريس" أن سنة 2011 قد انخرط فيها المجمع الشريف للفوسفاط كأحد المانحين مطالبا بإحداث مكتب جهوي بشمال إفريقيا حيث تم إحداث المكتب الجهوي لشمال إفريقيا سنة 2012، بشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي بمدينة سطات..

كان اليوم الإعلامي الأول حول الطريقة الصحيحة لتسميد الحبوب وفق مقاربة "4R" الذي نظمه المكتب الجهوي للمعهد الدولي  لتغذية النباتات (شمال إفريقيا) بسطات (IPNI) لفائدة فلاحي منطقة أحمر بفضاء مكتب الاستشارة الفلاحية بمدينة الشماعية يوم 18 أكتوبر الجاري، فرصة سانحة "للفلاحين البسطاء" لمتابعة ومناقشة ثلاثة عروض قيمة وبأسلوب تبسيطي للاطلاع على أهم الأبحاث العلمية والتقنية التي تمكن الفلاح من محصول زراعي جيد ومضطر، وقد أكد المدير الجهوي لذات المكتب الدكتور حكيم بلال على أن الهدف من اليوم الإعلامي هو العمل على تكوين الفلاحين وتمكينهم من الأساليب العلمية الحديثة لتغذية مزروعاتهم بالشكل المطلوب في علاقة مترابطة بمناخ المنطقة وكمية التساقطات المطرية، ونوعية تربة أراضيهم، هذا وتمكن منسق المعهد الدولي لتغذية النباتات الدكتور محمد الغاروس المدير الاستشاري من تبسيط مستوى التواصل حسب لغة فلاحي منطقة أحمر لترسيخ كل المفاهيم العلمية المرتبة بالبحث الزراعي وكيفية تطوير منتوج المحصول الزراعي من خلال تغذية النباتات بشروط يراعى فيها المكان والزمان والمعطيات العلمية المرتبطة بالطقس والأمطار ونوعية التربة وما تحتاجه من أنواع الأسمدة المتطلبة ذات الجودة العالية وفق مقاييس البحث والتحليل والتجارب ميدانيا.

وقد قال الدكتور حكيم بولال المدير التنفيذي بالمكتب الجهوي لـ "أنفاس بريس" أن المعهد الدولي لتغذية النباتات ركز جهود أبحاثه بشمال إفريقيا منذ إحداثه سنة 2007، حيث يوظف كل طاقاته وخبراته في ميدان تقنين استعمال الأسمدة وتغذية النباتات بسبع دول منها المغرب/ الجزائر/ تونس/ ليبيا/ مصر/ موريطانيا/ السينغال، وأضاف قائلا "لقد قمنا بمدة أربع سنوات بعدة تجارب ميدانية على مستوى زراعة القمح الطري والصلب بمجموعة من المناطق (الشبه الجافة والخصبة والسقوية)، همت أربعة أقاليم مغربية شملت كل من منطقة  لفقيه بن صالح، وسطات برشيد/ وصفرو بالإضافة إلى إقليمي أسفي اليوسفية ، حيث أسفر عملنا عن 40 تجربة ميدانية أي بمعدل عشرة تجارب بكل منطقة". مؤكدا أن "نتائج العمليات والتجارب مكنت الفلاحين من الزيادة في محاصيلهم ومنتوجاتهم الزراعية". معتبرا أن التركيز اليوم على منطقة أحمر الشبه الجافة هو بمثابة بوابة جديدة لولوج فلاحي أحمر عالم التقنيات الجديدة واساليب تطوير المحصول الزراعي في أفق استثمار توصيات التجارب التي سنخوضها بالإقليم هذا الموسم الفلاحي".

وركزت العروض الثلاثة على العمل التشاركي مع الفلاح الحمري خلال الموسم الفلاحي الحالي من خلال متابعة التجارب العلمية ميدانيا باعتماد تقنين التجارب المرتبطة بنوعية الأسمدة وكميتها وارتباطها بالزمان والمكان انطلاقا من عملية الحرث والزرع واستعمال الأدوية والأسمدة إلى غاية الوقوف على كمية المحصول الزراعي، وعن التجارب السابقة بالمغرب تبين أن مجموع الأراضي التي شملتها تجارب المكتب الجهوي للمعهد الدولي لتغذية النباتات بالأقاليم الأربعة أوضحت أن هناك نقصا على مستوى الأسمدة بالأراضي الزراعية المستهدفة، حيث تبين أن هناك نقص من الآزوط بنسبة 80%، و50% من البوتاس علما ان المواد الثلاثية أضحت أساسية في تخصيب التربة وتسميدها.

واعتبر الباحث في الميدان الزراعي والفلاحي الدكتور زيد كيرو أن مقولة "ما بقات بركة" غير صحيح في الميدان الزراعي، فالبركة مرتبطة بدرجة كبيرة بفقر التربة من الاسمدة لتخصيبها والتعامل الجيد مع رحم الأرض في أفق تنمية المحاصيل والإنتاج، معتبرا أن خلية العمل الميداني التي ستباشر عملها بمنطقة أحمر ستعمل بالأهداف لمواجهة إشكال النقص الحاد في المنتوج الزراعي بشكل عام،

وعن سؤال لـ "أنفاس بريس" أكد المدير التنفيذي الدكتور حكيم بولال أن المجمع الشريف للفوسفاط يعتبر أحد المانحين للمعهد الدولي لتغذية النباتات، مضيفا أن المكتب الجهوي لذات المعهد قد قام خلال هذه المدة من تكوين 1000 فلاح ومستشار فلاحي فضلا عن تنظيم مؤتمرين علميين سنة 2013 و2015، بالإضافة إلى انفتاحه على الطلبة الجامعيين بشمال إفريقيا، وتشجيعهم في ميدان البحث العلمي الزراعي.