تغريدة هي تلك التي اطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الى مقاطعة بعض المنتوجات دات الرواج العالي في السوق و الانتشار الكبير عبرمدن البلاد، انها تغردة مجهولت المصدر بسيطة في صياغتها لا تحمل خطابا سياسيا مباشر و لا حتى عبارات تحريضية او دعوية رنانة، كما انها لم تسطر ضمن فقرات بيان اونداء و لم يتبناها اي تنظيم لا سياسي و لا نقابي و لا حتى جمعوي.
سيدنا المخزن و حكومته أخذى على غفلة من امرهم، في البداية لم يعيرو الامر اي اهتمام فكانت المفاجئة مع حجم الخسائر التي تكبدتها الشركات صاحبة المنتوجات المعنية ما جعل عدد من المسؤلين بها او حتى بالحكومة يفقدون صوابهم و بشكل صبياني و يصفون ابناء الشعب بتوصيفات غير لائقة و يطلقون تصريحات تعكس احساسهم بالتجبر و الحكرة تجاه الشعب فهذا الاخير لم يخرج في مسيرات و لا وقفات احتجاجية و لم يحتل مصانع و لا موانئ... حتى ينسب اليه التظاهر الغير مرخص له او عرقلة العمل او ما الى هنالك من التهم الجاهزة و المعروفة لاخراص صوته و المسالة ليس بسياسية حتى ياشر الى ان هنالك ايادي تحركها من الخارج الامر جد بسيط فهو يتعلق بغلاء الاسعار و الحكرة و هده معادلة داخلية مئة بالمئة في تقديري المتواضع، لكن ام الفضائح لا تكمن فيما ذكر سالفا بل كيفيات التعاطي مع هذا الوضع من خلا خرجات مسؤولين و بكل اسف محسوبين على تنظيمات سياسية تواجدهم في مناصبهم نتيجة اصوات ابناء الشعب على علة الانتخابات و نسبة المشاركة على كل حال، فهناك من دهب الى تجريم المقاطعة و نسي مراجعة دورسه..فيا صاحب هذه الفتوة العجيبة الم يصوت برلمانكم على حرية الاستتمار و قمتم بتحرير الاسعار و انتم في الطريق الى تحرير ما تبقى الم يفرض عليكم سيدكم صندوق النقد الدولي مخططات اقتصاد السوق المبنية اساسا على حرية الاستتمار و إختراق الحدودات من اجل ذلك، و ابعد من كل هذا الا ينبني النظام الراسمالي على حرية المبادرة؟ انسيتم مبادئ الثورة الفرنسية ( حرية اخوة مساوات) و شعارها الاساسي "دعه يمر" اليس من الاجدر بكم ان تتحدثوا على تجريم الزيادات الغير قانونية في الاسعار و التهرب الضريبي و نهب المال العام و الارباح المحققت بشكل غير اخلاقي كما اطلق على ذلك؟ و كذلك المواد الكيماوية المستعملة في المنتوجات الغدائية؟؟ .... اما اصحاب الوقفات الاحتجاجية المنظم ضد الشعب فهي سابقة من نوعية و التي اضحت مهزلة بكل المقايس و الذين يمارسون السياسة العاطفية هذه النظرية التي لم يتوصل اليها لا هيكل و لا ماركس و لا حتى جرامشي في تنظيراتهم، فقد توصل اليها نوابغ حكومتنا فقد ثاثروا كثيرا بوضعية عمال سنطرال و كذا الفلاحية المنتجين للحليب و خطابتهم اصبحت كخطابات زعماء نقبين يدافعون بجدارة عن فئة العمال المظطهدين شئ جميل جدا ان نتضامن مع العمال في محنتهم لكن لماذا لم تمارسوا هذه العطفة مع عمال المعامل و الفنادق و المناجم وحتى بعض عمال الشركات المعنية الذين شردوا و يشردون بشكل يومي ام ان هده الفئات الاخيرة ليست من ابناء الشعب او هم مواطنين من الدرجة الثانيةلماذا لم يحضر وزيرنا المتاضامن في احتجاجاتهم ام ان الخصم هنا يختلف بالنسبة اليه و من زاوية اخرى فضرر الزيادة في الاسعار يلامس كل فقراء هذا الوطن لكن المقاطعة مست بعض فقراء هذا الوطن فهل يمكن ان نضحي بالغالبية من اجل الاقلية فيا حكومة المتوازنين دهنية ادكانت عاطفتكم مع العمال و الفلاحين و ترون ان المداويخ سببوا لهم ضررا لماذا لم تعملوا انتم على تحسين اوضاع هذه الفئات من خلال الرفع من الحد الادنى للاجور و تحسين نظام الضمان الاجتماعي و التامين و التقاعد ...الى غير ذلك من شروط العمل الخاصة بالعمال و نفس الشيئ بالنسبة للفلاحين الفقراء و المتوسطين ام ان شطحاتكم لا تعدوا غير محابات للمتحكين الحقيقين في سير الامور و كذا الدوائر الراسمالية و الحقيقة لا تكمن في العمال و الفلاحين بل في اصحاب الرسمال الذين يراكمون الارباح اكثر منما يتقاضوا العمال و الفلاحين و لادعي "لاخفاء الشمس بالغربال"... اما بعض الخطابات البهلاوانية التي ذهبت الى حد المطالبة باغلاق الفايسبوك في المغرب فهذا المقترح الصدء و الخطاب البئيسالنابعين من شطحة بهلوانية لا تعدوا ان تكون تماهي بالمتسلطة كما جاء في كتاب يوسف حجازي سيكولوجية الانسان المقهور...لن نستطيع طبعا الاحاطة بالموضوع و نقاشه في شموليته لكن في الختام الم يفكر سيدنا المخزن في هذه المسالة بشكل جدي اليست هذه نتيجة حتمية لاليات القمع التي يستعملها ضد ابناء الشعب ابان الاحتجاجات ؟ اليست صيغة جد مؤثرة و دون ان تترك فرصة للقمع او الاعتقال او السجن؟ الم يفكر سيدنا المخزن في انها صيغة جد خطيرعلى اعتبار انها نوع من العصيان المدني السلمي و بشكل قاوني؟ و انها ضربت في محيطه مباشرة و بشكل جد مؤثر ؟ بل واعطت درسا في الانتصار في زمن توالت فيه الهزائم، و ربما قد تعيد المصداقية للشعب في قوته؟ الم يفكر أيضا يسدنا المخزن في ان تدخله الدائم في هيكلة الساحة السياسية على مقاسه تبوؤ بالفشل دائما فمؤسس احد الاحزاب السياسية القوية حاليا ازاحه ما سمي بالربيع العربي، و خلفه في الشمال ازاحه هيجان الريف و حاليا الخلف الثالث من احزاب اخرى لا محال ستزيحه المقاطعة اليست هذه دروس متوالية يجب النظر اليها بجدية كبيرة ام ان الامر سيبقى كما كان من قبل؟ فلامحال سيبدع الشعب مرة اخرى لكن ليس دائما الابداع بهاذ الشكل قد يمر في نفس الشروط و على الفقيه ان يعيد النظر في مذهبه.